ربما لا يعلم كثيرين ان نظرية الفداء التي يروج لها جورج بباوي وكثيرون ممن تأثروا بفكره وتعليمه بهذه النظرية والتي تقول ان الفداء حب فقط والصليب حب فقط ويدعون أن هذا التعليم في الفداء والكفارة هو تعليم الكنيسة الأولى وتعليم الاباء هذا التعليم الذي بعدت عنه الكنيسة القبطية كما يدعون !!
ويدعوا أن تعليم الكنيسة في الفداء والكفارة هو تعليم لاهوت القرون الوسطى وتعليم انسلم الكاردينال الكاثوليكي صاحب النظرية الشهيرة في الفداء - نظرية الترضية - والتي تقول ان المسيح مات كتعويض دفعه للأب وترضية لكرامة الله الجريحة كما انها تحمل فقط النظرة القضائية في الفداء . وقد تم الترويج لهذا العليم منذ القرن الثاني عشر في الكنيسة الكاثوليكية .
ثم ظهرت نظرية كرد على نظرية انسلم تسمى نظرية التأثير الاخلاقي والتي روج لها بيتر ابيلارد وهو لاهوتي شهير ظهر في القرن الخامس عشر
وتقول نظرية التأثير الأخلاقي والتي ظهرت كرد فعل على نظرية انسلم
ان الفداء كان استعراض لمحبة الأب ولم يكن تسديد لدين او ترضية للأب ولكن كما قلنا استعراض لمحبة الله للبشر كما تركز هذه النظرية على ان التأثير الأساسي لموت المسيح كان على الإنسان وليس الله او الشيطان كما ان الخطية لم تكن مشكلة عند الله بل الإنسان .
و تركز هذه النظرية ايضاً على أن الله محبة فقط ولا تركز عل الصفات الأخرى كالعدالة او القداسة او انه الديان العادل فقط المحبة !
وتم الترويج لهذه النظرية في الغرب بشدة ونلاحظ أن من بدأ في الترويج لهذه النظرية هم أشخاص درسوا اللاهوت في الخارج وتاثروا بهذا التعليم ثم بدأ الترويج لها من خلال جورج بباوي وبعض رهبان دير أبو مقار لتعليم نظرية التأثير الأخلاقي على انها تعليم الاباء وتم ربط بعض اقوال الاباء بنوع من الانتقاء لجانب واغفال جوانب أخرى في تعليم الفداء والكفارة لدعم هذه النظرية كما تم الترويج ان تعليم الكنيسة القبطية ليس تعليم اباىي ولكنه تعليم لاهوت العصور الوسطى وأول من نادى بذلك جورج حبيب بباوي ثم من تأثروا بتعليمه وبفكره !
والغريب أننا وجدنا بعض الكهنة والخدام تُعلم بذلك وبدأت بعض المراكز والمدارس التي ظهرت بكثرة في السنوات الأخيرة تروج لهذه الأفكار على انها تعليم الاباء وتعليم الكنيسة الاولى !
وبدأ الترويج لافكار غريبة في عقيدة الفداء والكفارة ترفض الموت البدلي او ان موت المسيح كان عوضا عنا وكان ثمن لخطايانا وكان تنفيذ لحكم الموت بدلا من الإنسان على خشبة الصليب وامور أخرى كثيرة تهدم عقيدة الفداء وتخالف تعليم الكتاب وتعاليم الاباء والذي علمت به الكنيسة ومازالت .
وهكذا وجدنا في كنائسنا من يُعلم بتعليم غربي ونظريات غربية في الفداء والكفارة هذه النظريات على انها تعليم الاباء بل وراح يهاجم تعليم الكنيسة القبطية ويدعي انه تعليم انسلم دون أي دليل او برهان !
والحقيقة أن الفداء كما علمت به الكنيسة له جوانب عديدة الفداء كان دافعه هو المحبة فمحبة الله هي التي جعلته يخلق الإنسان ويتجسد ويخلصه ويصنع الفداء لأجله ولكن الفداء كان موت بدلا عن الإنسان كان موت المسيح عوضا عن موت الإنسان نتيجة خطيته ولذلك يقول الكتاب يقول
هكذا أحب الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد
لكي لا يهلك
كل من يؤمن به ... يو 16:3
فمحبة الله هي التي جعلته يبذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك الإنسان
إذن كام هناك عقوبة على الإنسان نتيجة خطيته وكانت العقوبة هي الموت
ولكن محبة الله جعلته يبذل ابنه الوحيد بالموت على الصليب لكي لا يهلك كل من يؤمن به وهكذا كانت المحبة هي الدافع لكي يموت ابن الله فداء وعوضا عن الانسان
كذلك كما توضح الاية ان من سيتفيد من هذا الخلاص كل من يؤمن به فقط وايضا ليس الجميع كان في المسيح مشتركا في موته على الصليب كما يعلم اصحاب هذه النظرية
بل كل من يؤمن به
فالمسبح ذاق الموت وحدة ودفع ثمن خطايانا وحدة ولم يكن معه أحد من الشعوب . اش 3:63
مات عن البشر جميعهم ودفع ثمن كل خطايا البشر ولكن رغم ذلك
لن يخلص ولن ينجوا من الهلاك الابدي سوى من يؤمن به فقط كما قال رب المجد نفسه .
هذا باختصار شديد تعليم الكنيسة وهذه حقيقة ما يتم ترويجه اليوم داخل كنيستنا القبطية على انه تعليم الاباء وهو في حقيقته تعليم غربي اولا واخيرا .
يتبع .
عصام نسيم