مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

انت خلقدوني ..وانا قبطي !







يلومنا البعض ويتهمنا اننا نقول على اخوتنا الروم الارثوذكس انهم خلقدونيين خاصة بعد ان تم عقد اتفاقية تواصل عام 1990 وبالتالي اصبح ايماننا واحد ولا ينبغي ان نقول انهم خلقدونيين او انهم هراطقة !
لذلك احببنا نوضح الاتي :
لقب خلقدوني اطلق على الكنائس الغربية بعد الانشقاق فبعد الانشقاق اصبح هناك قسمين رئيسين الكنائس الغربية تحت راية بابا روما وهي كنيسة روما وكنيسة اليونان والقسطنطينية وبعض كنائس شرق اوربا وأطلق على هذه الكنائس الخلقدونية اي التي وافقت على قرارات مجمعه خلقدونية اما القسم الاخر فكان الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكنيسة سوريا والأرمن تم اطلاق عليها الكنائس الغير خلقدونية اي التي رفضت هذا المجمع وقراراته الي جانب اسماء اخرى اطلقها كل جانب على الاخر
 (( اي ان لقب خلقدوني او غير خلقدوني ليس اهانه ولكنه وصف لمن قبل قرارات المجمع ومن رفضه لذلك عندما نقول هذا خلقدوني لا نقصد الاساءة او الاهانة او الاتهام ولكنه نشير الي الموافقة على المجمع وقراراته والإصرار على النظرة الي كنيستنا القبطية وإيمانها نظرة غير صحيحة والاتهامات نحونا اننا غير ارثوذكس كما سنوضح   ))
وظلت كنائس الغرب متحدة الي انشقاق القرن الحادي عشر الشهير بين كنيسة روما وما يعرف بالكنائس البيزنطية ( اليونان والقسطنطينية وكنائس اخرى )  ثم اطلقت الكنائس البيزنطية على نفسها لقب الكنيسة الارثوذكسية وأصبحت محتكرة لهذا اللقب بعد ذلك فكل كتبها وكتب الغربيين عندما تقول الكنيسة الارثوذكسية فهي تقصد الكنائس الخلقدونية ( الشرقية ) او الكنائس البيزنطية رغم ان لقب الكنائس الارثوذكسية كان يطلق على كنيستنا القبطية او كنيسة الاسكندرية منذ القرون الاولى واستمر هذا الاسم ملاصق لها حتى يومنا هذا ولكن لانه كان هناك حملة من التشويه ضد كنيستنا استمرت قرون تتهم كنيستنا القبطية انها كنيسة مهرطقة انشقت عن كنائس الغرب او انها كنيسة تؤمن بالطبيعة الوحيدة للمسيح (مونو فيزيس ) رغم ان ايماننا هو طبيعة واحدة (مايا فيزيس )
واستمرت هذه النظرة وهذه الادعاءات لقرون حتى عندما نقرأ كتب الغرب عن كنيستنا نجد مثل هذه الاتهامات بالهرطقة والعنف والتمرد على كنيسة الغرب رغم ان كنيستنا دفعت ثمن تمسكها بالإيمان المستقيم عشرات الالاف من الشهداء والمعترفين والاستيلاء على اديرة وكنائس ونفي الاباء البطاركة من كراسيهم وفرض بطرك ملكاني من قبل الامبراطور على الاقباط كل ذلك كان من خلال الاضطهاد البيزنطي الملكاني الذي حدث ضد كنيستنا بعد مجمع خلقدونية !
وحتى القرن العشرين ومع  انتشار كنيستنا وتوضيح ايماننا الارثوذكسي ومساعي للوحدة بين الكنائس وجلسات حوار ومناقشات حتى تم التواصل على ان ايماننا في طبيعة المسيح هو الاتحاد بين طبيعتين وليس طبيعة ذابت في طبيعة كما كان يدعى علينا وتم التوصل الي اتفاقية كرستولجية ( طبيعة المسيح )  حول طبيعة المسيح نعلن فيها ان ايماننا وايمان باقي الكنائس في طبيعة المسيح واحد وكان ذلك عام 1990 وتم الاتفاق على رفع الحرومات  والإدانات التي صدرت في الماضي .
ولكن بخصوص هذه الاتفاقية
هل معنى الاتفاقية ان اصبح ايماننا وايمان الكنائس البيزنطية واحد ؟ نقبل كل فكرهم وايمانهم وتعاليمهم ؟
ثم هل تغيرت النظرة من قبل بعض الكنائس اليونان نحو كنيستنا القبطية الارثوذكسية ؟
ثم من يقول ان الاقباط يتهمون اليونان او الروم الارثوذكس بانهم خلقدونيين ويرفضون ايمانهم ويتهمونهم بالهرطقة هل يعرفون نظرة ورأي ومدى قبول تعليم كنيستنا من قبل الكنائس البيزنطية او اليونانية ؟
هذا ما سوف نوضحه :
اولا
الحقيقة كانت الاتفاقية والمحادثات خاصة بطبيعة السيد المسيح وايمان كل كنيسة فيها وليس معنى الاتفاقية ان نقبل كل تعليم او فكر او لاهوت الكنائس البيزنطية او ننقله لكنيستنا او نكتبه في كتبنا ونعلم به لان هناك اختلاف كبير جدا بين اللاهوت القبطي الارثوذكسي واللاهوت اليوناني والاختلاف يعود لقرون ماضية حتى قبل الانشقاق كان هناك اختلاف بين التعليم لكنيسة الاسكندرية والكنائس البيزنطية والتي كان تعليمها يتسم بالعقلانية الشديدة والجدل وكثرة المناقشات حتى اصبحت لفظة ( مناقشات بيزنطية ) دليل على الجدال العقيم الذي لا ينتهي ولا يتوصل احد الاطراف الي رأي او حل للمناقشة !


والتاريخ يخبرنا ان هناك اثنان من اشهر هراطقة الكنيسة وهما نسطور ومقدنيوس كانوا بطاركة كنيسة  القسطنطينية ( كنيسة القسطنطينية احد اهم الكنائس البيزنطية وكانت هي الكنيسة المتقدمة وكان يطلق على بطريرك القسطنيطية البطرك المسكوني نظرا لتقدمه على باقي الكنائس البيزنطية ) وعلى مدار التاريخ تأثر اللاهوت البيزنطي تأثر شديد بما مر بهذه البلاد فمثلا وجدنا تعاليم كانت تواجه بها كنيسة روما وفكرها وخصوصا نظرية  - انسلم -  في الفداء وهو ما دفع بعض اللاهوتيين الروم وغيرهم الي اللجوء لنظريات اخرى في الفداء مثل النظرية الاكثر شهرة وهي نظرية " التأثير الاخلاقي في الفداء " وقد خرجت هذه النظرية ردا على نظرية انسلم وتاثر بها كنائس الغرب (الارثوذكسي ) تأثر شديد وللاسف تأثر بها ايضا بعض الاقباط الذين ذهبوا لبعثات لليونان او للخارج ودرسوا اللاهوت الغربي وبعد اقتناعهم بهذه النظريات راحوا يروجها في كنيستنا على انها لاهوت الاباء !
( بنعمة المسيح سوف نتحدث في موضوع خاص بنظريات الفداء وكيف تأثر بعض الاقباط بهذه النظريات واللاهوت الغربي )
لذلك كان منذ القديم هناك اختلاف بين اللاهوت والتعليم السكندري والتعليم واللاهوت البيزنطي لذلك نجد ان كثير من التعاليم التي تروج اليوم داخل كنيستنا من قبل بعض المتأثرين باللاهوت والتعليم  البيزنطي غريب عن روح وتعليم وفكر كنيستنا القبطية الارثوذكسية !
ثانيا
هل بعد الاتفاقية اختلفت نظرة الكنائس البيزنطية وخصوصا كنيسة اليونان نحو كنيستنا القبطية ؟
ونحن لا نتكلم على مجرد اتفاقية رسمية مع رؤساء الكنائس ولكن نتكلم على الكنائس والشعب والممارسات
الحقيقة بكل اسف لا ! لم تتغير نظرة الكنائس الخلقدونية نحو كنائسنا القبطية وايمانها فمازلت نظرتهم لنا اننا هراطقة ونؤمن بالطبيعة الواحدة وأننا منشقين عن كنائسهم واننا غير ارثوذكس واننا هراطقة هذا امر ثبات وموجود لدى الكنيسة اليونانية او الروم الارثوذكس !
فهل يعلم من يهاجم كنيستنا انه
من وقف ورفض بشدة قبول ايمان الكنيسة القبطية  والاتفاق بين الكنيسة اليونانية والكنيسة القبطية هم رهبان جبل اثوس وهم رهبان في غاية التعصب والتشدد ونظرتهم الي الكنيسة القبطية انها كنيسة مهرطقة اوطاخية ولا تقبل شركتها  ؟!
ايضا عندما يكون هناك اي اجتماع  او محفل رسمي تحضره كنيستنا القبطية يضعون يافطة بالانجليزية مكتوب عليها الغير ارثوذكس ؟!
ايضا يحتكرون لقب الارثوذكس لكنائسهم ولا يطلقون على كنيستنا القبطية لقب الكنيسة الارثوذكسية على الاطلاق ؟!
كذلك يعيدون معمودية من ينضم اليهم من كنيستنا القبطية اي انهم لا يقبلون ولا يعترفون بمعمودية كنيستنا القبطية ؟!
ايضا هناك لحن في الكنيسة اليونانية يعلنون فيه القديس ديسقورس وهذا اللحن مازال موجود رغم الاتفاقيات واللقاءات
مازال هناك تيار شديد وقوي في الكنيسة اليونانية يهاجم كنيستنا القبطية ويرفض الشركة معها ويؤمن اننا كنيسة تؤمن بالطبيعة الوحيدة وليست الطبيعة الواحد الي اليوم !
اسئلوا اي شخص سافر لليونان ودرس في جامعتها اللاهوتية ما هي نظرتهم نحو الكنيسة القبطية وايمانها الي اليوم ؟!
اذن ماذا فعلت الاتفاقية ؟
هل غيرت الواقع ؟
هل تم رفع الحرومات ؟
هل تغيرت النظرة والمنهج نحو كنيستنا وإيمانها ؟
الحقيقة بعد دراسة الامر بتأني سنكتشف سريعا ان النظرة مازلت نظرة متطرفة نحو كنيستنا وايمانها بل اننا للاسف الشديد نجد بعض الذين تأثروا بالفكر البيزنطي (الخقدوني ) او درسوا في جامعتهم او قرأوا كثيرا لهم تجدهم يحتقرون تعليم كنيستنا القبطية الارثوذكسية ويهاجمونه ويدعون انه غير ابائي ولاهوت غربي ...الخ
فان كان هذا رأي من تأثروا بالفكر او التعليم فما بالنا بأصحابه ؟
في الحقيقة رغم كل ذلك يبقى الاتحاد مع الكنائس البيزنطية وكل الكنائس الاخرى  رغبة وأمل نصلي من اجله ولكن مع احترام لعقائدنا وإيماننا بلا اتهامات او اساءات لكنيستنا وتاريخها .
يوم ان تتغير النظرة ويتغير الفكر وقتها سوف لا يكون هناك خلقدوني وقبطي وسيكون هناك وحدة حقيقية تقبل الايمان وتحترمه على المستوى الرسمي والشعبي والديني .
اما الي اليوم مازلنا نحن اقباط وهم خلقدونيين !


عصام نسيم 

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي