مع ظهور الانترنت ثم الفيسبوك صاحبه ظهور كثير من الظواهر الجديدة
والغريبة على مجتمعنا وعلى كنيستنا من ضمنها ظاهرة ظهر مؤخرا على صفحات الفيسبوك
وهي
ظاهرة
كاهن الفيسبوك !
وكاهن الفيسبوك تنطبق على فئة قليلة جدا على بعض آباءنا الكهنة
والذين للأسف
لم يعوا او يدركوا عظمة الرتبة الكهنوتية التي نالوها
وجسامة وثقل وظيفتهم وخطورة كل عمل يعملوه وكل حرف ينطقوه
وكيف انهم من الممكن ان يعثروا كثيرين بما يكتبوه او يفعلوه على
صفحاتهم .
ورغم قلة عدد كهنة الفيسبوك الذين نقصدهم وهم في الحقيقة ربما لا
يتجاوزا عدد اصابع اليدين او اكثر قليلا ولكن لهم تأثير سلبي وضار على المدى
القريب والبعيد ايضا .
ويمتاز كاهن الفيسبوك ببعض الصفات التي تجعلك تشعر بها من خلال
متابعة بسيطة لصفحته الفيسبوكية .
فهو اصبح اسير اللايكات والمشاركات والتعليقات يشعر بقيمته وقامته
بعدد المتابعين له وعدد من يقومون بعمل لايك او شير لاي بوست يكتبه !
يشعر بمتعته عندما يسمع كلمات الاطراء والاعجاب والتقدير والتفخيم
والتعظيم والويل كل الويل ان انتقده شخص او لامه شخص او لم يعجب كلامه شخص يكون
مصير تعليقه الحذف وبعد قليل ربما يحذف الشخص ذاته من صفحته وربما يقوم بحظره حتى
يريح دماغه من نقده الذي يعكنن عليه متعته !
الي جانب سيل الهجوم من الاخوة المعلقين وللكاهن محبين !
ايضا كاهن الفيسبوك
مبدأه هو " كلمونا بالناعمات "
ترى بوستاته من نوعية الكلام الذي يحب يسمعه الجميع كلام مايع لا
طعم له ولا رائحة ولا ينتج شخص تقي ولكن شخص يعرج بين الفرقتين
كلامه بعيد كل البعد عن تحفيز الخطاة عن التوبة فقط يركز كلامه عن
حب الله ويتجاهل رفض الله للخطية وسعيه لخلاص كل خاطئ وتوبته يتجاهل تماما كل ذلك
ولكن يتكلم كلام لا يبكت على خطية فالتبكيت ربما يغضب البعض وهو ما لا يريده !
ايضا كاهن الفيسبوك بعيد كل البعد عن العقيدة والايمان لان الكلام
في العقيدة ربما يغضب كثير من الطوائف الاخرى ويخسر بذلك كثير من اللايكات
والمشاركات وكلمات الاطراء التي اعتادت اذنه على سماعها !
كذلك من اهم سمات كاهن الفيسبوك هو اللاطائفية
فهو تحت زريعة المحبة تراه يجامل ويغازل الطوائف الاخرى ولا يتكلم
ابدا عن الاختلافات بين كنيستنا وكنيستهم ولكن كما يفعل في الروحانيات يفعل ايضا
في العقيدة فهدفه كما قلنا لا يغضب احد ولا يهاجمه احد حتى لو كان على حساب عقيدته
وايمان كنيسته !
ايضا كاهن الفيسبوك دائما يظهر للجميع مدى ثقافته واطلاعه وقراءاته
الغزيره فهو قرا لهذا وذاك قرا للبروتستانت وللروم الارثوذكس وقرا للغرب والشرق
والجنوب والشمال وربما تراه يذكر كتب لكتاب او عبارات او اقوال لبعض هؤلاء ليظهر
مدى اطلاعه وثقافته وانفتاحه على كل الثقافات !
ايضا دائما ما يكرر انه غير متعصب وغير منغلق ومنفتح على الجميع
بكل طوائفه في محاولة لاظهار من يتمسك بايمانه وعقيدته على انه متعصب ومنغلق ويعيش
في الظلام !
كاهن الفيسبوك تراه ليل ونهار على الفيسبوك يتابع او يكتب او يشكر
فتتعجب كيف لكاهن وكلنا نعرف مدى مشغوليات إباءنا الكهنة داخل كنائسهم ان يأتي بكل
هذا الوقت ليكتب ويتابع ويرد ويحذف ويحظر ....الخ
كاهن الفيسبوك ايضا تراه لديه كراهية مبطنة نحو الكنيسة القبطية
نحو تقاليدها وقوانينها ونظامها وتراه يهاجم هجوم مبطن او ظاهر لهذه الأمور دائما
في بوستاته والسبب ان هذه القوانين والتقاليد والنظام ترفض ما يقوم به وترفض
اهماله لخدمته وترفض تهاونه في عقيدته وترفض ميوعته في تعليمه لذلك يراها جمود
وتحجر !
كاهن الفيسبوك عندما تختلف معاه تجد روح غريبة عن روح اباءنا
الكهنة الذين تعودنا عليه من صبر واحتمال وطول اناة تراه ضيق الافق لا يحتمل أي
نقد سريع الغضب ويظهر ذلك في حذفه أي تعليق ينتقده او حذف أي شخص يتكلم كلام ضده
او مطالبة من ينتقده ان لا يكتب على صفحته ....الخ وعن تجربه عند الاختلاف مع بعض
هؤلاء كانت النتيجة حظر من الصفحة او حذف او اضعف الايمان حذف التعليق !!
واخيرا كاهن الفيسسبوك ربما يكسب الكثير من اللايكات ويكسب الكثير
من المشاركات وينال الكثير من إطراء الكلمات ولكنه مقابل كل هذا خسر اهم شئ في
خدمته وهي الأمانة في رعايته وخدمته !
سعى لكسب مديح الناس على حساب كسب النفوس لكنيسته .
واخيرا نضع امامهم وامام اعينا عبارة السيد الخالدة
لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ
كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ " مر 36:8
يتبع مع
راهب الفيسبوك !
______________
عصام نسيم