لم يكن يتخيل الأنبا انطونيوس عندما أسس نظام الرهينة وتوحد لأكثر
من عشرين عاما لا يرى فيها وجه إنسان اي يأتي زمان ردى يكون فيه الراهب داخل الدير
وداخل قلايته ولكنه داخل العالم أيضا من أوسع أبوابه وهو الفيسسبوك !
لم يكن يتخيل الانبا مكاريوس الكبير مؤسس رهينة وادي النطرون ان
يأتي زمان رديء لبعض رهبانه ويتصل ويتواصل مع العالم الذي من المفترض انه مات عنه
ولكنه في الحقيقة مازال داخل العالم والعالم فيه .
لم يكن يتخيل الاباء النساك والمتوحدين القديسين والذين كانوا
يهربوا من مجرد النظر او لقاء اي انسان من العالم حتى لا ينشغلوا بأي شئ عالمه عن
خلاص نفوسهم ووحدتهم التي ترهبنوا لأجلها
لم يكون كل هؤلاء ام يأتي زمن ويكون فيه
راهب الفيسبوك
راهب مات عن العالم وانحل عن الكل تراه يعمل أكونت له
وترى راهب يملئ هذا الاكونت بالصور الشخصية له صور وهو يتأمل
صور وهو يصلي
صو مع زوار
صور وصور وصور
وعليها عشرات الاعجابات وعشرات التعليقات والتي تحمل مديح وإعجاب وإطراء
لأبونا الراهب !!!.
او نوعية أخرى من
رهبان الفيسبوك والذين استخدموه أيضا لنشر تعاليمهم الخاصة واستغلوا حب الشعب
القبطي للراهب وتصديقهم لهم وراحوا ينشروا تعاليم وآراء مخالفة اثاروا بها
البلبة والشكوك عند كثيرين وعند الاعتراض
على بعضهم وجدنا الحدة والعنف والمسح والحظر لأي رأي مخالف او اي شخص يمس الذات التي انتفخت من المديح وامتلأت بكبرياء
المعرفة الغاشة !
وبين النوعية الأولى والثانية اعثر كثيرين من هذه التصرفات وبدأت
التساؤلات
هل هؤلاء رهبان حقا ؟
الراهب مات عن العالم والفيسبوك جزء من العالم !
فما معنى إذن ان يكون لراهب حاسب تواصل مع العالم ؟
أيضا كيف لراهب له دير وملتزم بقوانينه وقبلها قوانين الرهبنة ان
يقوم بعمل حساب على فيسبوك ينشر من خلاله تعاليمه الخاصة ويتهم الكنيسة وعقيدتها
التي ينتمي إليها ؟
او راهب على حسابه لا يختلف كثيرا عن أهل العالم الذي تركه ؟
أين أساقفة الأديرة من هذه الفئة من الرهبان؟
أين صرامة القوانين الرهبانية من هؤلاء ؟!
كانت ومازلت الرهبنة هي ذخيرة التقوى والإيمان والصمود في مواجهة
البدع وشرور وشهوات العالم
فكيف للبعض البوم ان يسئ الي هذا التاريخ العظيم الرهبنة القبطية ؟
ونحن هنا لا نتكلم على بعض الآباء الرهبان الذين يخدمون في أماكن
عدة وأحيانا يكون الفيسبوك وسيلة للتواصل او لنشر كلمة الله والخدمة ولكن نتكلم
على الفئات الأخرى من الأنواع التي ذكرناها والتي ليست الخدمة هي هدفها ولكن أما
من يتصل بالعالم من أجل التواصل مع أهل العالم او فئة نشر التعليم المخالفة وتريد
أن تتجمع لها تلاميذ واتباع بعيد عن حضن الكنيسة وكما قلنا تسئ للرهبنة عموما .
الأمر يحتاج التزام من دائرة هؤلاء الرهبان وقبله محتاج من هؤلاء
ان يراجعوا أنفسهم ويتذكروا دائما مقولة القديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك والذي
ترك المجد في قصور روما وترهبن في برية شهيت
كان دائما يذكر نفسه قائلا :
تأمل يا ارساني فيما خرجت لأجله .
فيجب على هؤلاء الرهبان ان يتذكروا دائما لماذا ترهنت
هل من أجل الانحلال عن الكل للارتباط بالواحد
ام
لأجل التواصل مع العالم ومع أهل العالم وبأساليب العالم من باب
خلفي اسمه
وهل
يعيشون قوانين الرهبنة التي ابجديتها الطاعة والخضوع والوداعة
والاتضاع ؟!
ام اصبحوا لا يختلفون كثيرا عن الاخرين سواء في عرض افكار ذاتية
منحرفة او الاعتراض بشدة وبقسوة مع من يختلف معهم ؟!
واخيرا
سواء لراهب الفيسبوك او كاهن الفيسبوك او أي احد منا يتعامل مع
الفيسبوك او
ليتنا نتذكر مع كل عمل ومع كل عبارة او شئ ننشره
ما الهدف وما هي النتيجة ؟ !
عصام نسيم
الجزء الاول
كاهن الفيسسبوك
http://orsoxozi.blogspot.com.eg/2016/10/blog-post_12.html