مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الرد على ادعاء اسطورية ادم وحواء 2






تحدثنا المرة السابقة عن التفسير الرمزي للكتاب المقدس واوضحنا ان التفسير الرمزي امر كان موجود في الكنيسة الاولى وخصوصا كنيسة الإسكندرية وقد استخدم الكتاب المقدس التفسير الرمزي في العهد الجديد واضحنا ان السيد المسيح له المجد والقديس بولس واخرين استخدموا احداث من العهد القديم كرموز لما فعله السيد المسيح في العهد الجديد .
واليوم نستكمل الحديث عن بعض الادعاءات الحديثة والتي توجه ضد الكتاب المقدس والقصص التي وردت فيه وخصوصا قصص سفر التكوين واليوم سنتحدث سريعا عن الادعاءات بان قصة ادم وحواء قصة اسطورية وليست حقيقية فالبعض يدعي ان القصة التي جاءت في الكتاب المقدس سفر التكوين لا تتحدث عن اشخاص حقيقين ولكنها كانت رمز للبشرية كلها والسقوط لم يكن سقوط ادم وحواء بل سقوط البشرية من خلال هذه القصة الرمزية التي وردت في سفر التكوين كما يدعي اصحاب فكر مدرسة النقد الكتابي الاعلى واللاهوت الليبرالي !
ورغم ضعف ادعاءات اسطورية قصة ادم وحواء ورغم انها تهدم العمل الخلاصي للسيد المسيح بل وتهدم ما جاء في الكتاب المقدس نفسه وتعاليم الاباء ولكن رغم ذلك نجد البعض من المعلمين ينادون بمثل هذه التعاليم خصوصا في كنائس الغرب وبدأ هذا الفكر يتسرب الينا من خلال بعض الكتب المترجمة او الكتب التي اقتبست من هذه الافكار !
ولكن هل فعلا قصة ادم وحواء قصة رمزية ؟
هل استخدمها الكتاب المقدس كرموز لايصال افكار معينة وليست كقصة حقيقية حدثت في بالفعل تاريخيا وواقعيا ؟!
الحقيقية من يقرا قصة ادم وحواء وتفاصيلها التي جاءت في سفر التكوين يدرك من الوهلة الاولى أن القصة هي قصة حقيقة حرفية وليست قصة رمزية او غير حقيقية  فواضح من القصة التي جاءت في الاصحاح الثالث من سفر التكوين أن هناك شخصيات حقيقية باسم ادم وحواء وليست مجرد قصص رمزية أيضا قصة السقوط بكل تفاصيلها سواء من الاكل من الشجرة او حديث الشيطان ثم السقوط ثم العقوبة
فبعد السقوط نلاحظ الاتي :
الله عاقب الحية قائلا لها
لانك فعلت هذا معلونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه
تك 14:3
وبالطبع الحية هنا كانت ترمز إلي ابليس ولكن الحية لاقت أيضا هذه العقوبة والي اليوم تسير الحية على بطنها وتأكل التراب وهناك عداوة شديدة بين الإنسان والحية اذن العقوبة ضد الحية لم تكن رمزية او شئ غير حقيقي ولكن امر مازلت اثاره موجودة حتى اليوم نراه ونحياه !
ثانيا عقوبة المرأة
قال لها الرب تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا والي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك
تك 16:3
وايضا مازلت هذه العقوبة التي نالتها المرأة ونالتها كل النساء بعدها موجوده فالام الحبل مازلت موجودة ووجع الولادة مازال موجود اذن لم تكن العقوبة هنا امر رمزي لشخصيات رمزية ولكنها امر حقيقي عانت منه كل نساء الارض والي يومنا هذا !!
ثالثا عقوبة الرجل
قال الرب لادم " لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها معلونة الارض بسبك بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحق بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلي الارض التي اخذت منها لانك تراب والي تراب تعود
تك 3 – 17 و 18
أيضا عقوبة الرجل بعد كسره وصية الله هي لعن الارض وبالتعب يأكل منها وشوكا وحسكا تنت له ثم يموت ويعود إلي التراب لانه
تراب وجميعها امور حدثت لكل ابناء ادم من بعده ورغم رفع السيد المسيح للعلنة على خشبة الصليب لكن مازالت الارض تبنت الشوك والحسك ومازال الرجل يأكل من عرق جبينه ومازل يموت جسديا ويدفن في التراب ويعود ترابا حتى قيامة الاموات ليقوم المؤمنين بجسد نوراني !
اذن لو كانت قصة ادم وحواء قصة رمزية لكانت العقوبة أيضا عقوبة رمزية فكيف تكون هناك عقوبة حقيقية ملموسة معاشة على مدار الاف السنين على قصص رمزية لاشخاص غير حققين ؟
كيف تعاني البشرية كلها وكيف ترث الخطية وترث العقوبة على امور لم تحدث في الحقيقية ومن اشخاص لييسوا بموجودين في الحقيقية كما يدعي اصحاب هذه البدع
كذلك الادلة الداخلية في الكتاب المقدس التي تؤكد حقيقة شخصية ادم وحواء
هل كانت كلمة ادم او حواء في الكتاب المقدس تعني انهم ليسوا اشخاص حقيقين ولكنهم كانوا رمز للبشرية بالطبع لا فعلى العكس الكتاب المقدس بعهديه مليء بالإثباتات التي تؤكد لنا ان شخصيات ادم و وحواء شخصيات حقيقية
فقد جاءت كلمة ادم في الكتاب المقدس كله حوالي 165 مرة في العهد القديم جاءت 159 مرة والعهد الجديد جاءت 7 مرات اما كلمة حواء جاءت في الكتاب المقدس خمس مرات اثنان في العهد القديم وثلاثة في العهد الجديد .
ونستطيع ان نقول بكل ثقة انه لم تأتي كلمة ادم او حواء في كل هذه المرات بمعنى غير شخصية ادم وحواء الحقيقية ولم تأتي اطلاقا على انها رمز او شخصية غير حقيقية او ان ادم الاول كان رمز للبشرية وليس شخصية حقيقية .
جاءت كلمة ادم حوالي 28 مرة في سفر التكوين وجميعها كانت تعني شخصية ادم الحقيقية ابو كل البشر يتكلم عنه الكتاب المقدس كرجل وكشخص حي ولم يتكلم عليه ابدا على انه رمز وكذلك في بقية اسفار العهد القديم والجديد أيضا وسنذكر هنا بعض ايات سفر التكوين لتأكيد هذا المعنى.....يتبع

عصام نسيم 

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي