كان السيد المسيح يجول وسط الشوارع بين الناس يتحدث معهم , يعظهم .يعلمهم , يشفي امراضهم
ورغم انه هو المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم كلو 3:2 ورغم انه اقنوم الكلمة اللوغوس
.ولكنه رغم ذلك كان المعلم الشعبي يتحدث بلغة يفهمها الجميع من الشعب المتعلم والبسبط
الغني والفقير الكتبة والفربسين علماء الكتاب والخاطئ والعشار والمولود أعمى .
لم يكن يستخدم الفلسفة او البلاغة او يستعرض الالفاظ والإصطلاحات ليظهر للناس علمه او ثقافته او معرفته
لأن لم يكن هدفه مديح الناس ! لم يكن غرضه مجد الناس !
لم يكن سعيه تأسيس جماعة خاصة تدور حوله تتحزب لآرائه وتستعبد له دون وعي او تفكير
كان يتكلم بالأمثال والقصص الشعبية التي يفهمها الجميع ورغم ذلك كانت الجموع تبهت من تعليمه
كان يتحدث فيستمع الجميع
كان يتكلم فيفهم الكل
لم يكن كلامه صعب ولم يكن صعب الفهم
لأنه كان يتكلم بالبساطة
.وكذلك جاء تلاميذه من بعده
بذلوا حياتهم في الخدمة
كرزوا للأمم بشروا ببشارة الملكوت
جالوا البلاد سيرا على الأقدام
تحملوا الاتعاب و الاضطهاد والجلد والذبح
وكان أمامهم هدف واحد وهو مجد المسيح والبشارة بملكوته.
لم يسعوا لمديح الناس كمعلمهم
لم يكن في حساباتهم إرضاء الناس
لم يكن في أيامهم فيسبوك ينتظرون لايكاته
ولا شير لبوستات ولا كلمات مديح .
لم يكن هدفهم نشر افكارهم الخاصة ولكن فكر المسيح ورسالة خلاصة
لم يستوردوا تعاليم من الخارج لأنهم كانوا ممتلئين من كلمة الله الحية الفعالة
لم يستخدموا الفلسفات البشرية ولا البلاغة اللغوية ولا الكلام المنمق ولا حشو ولغو الكلام
وهكذا كانت الكنيسة الأولى وهكذا عاشت كنيستنا طوال تاريخها
كانت تهتم بالروح أكثر من الحرف
والحياة أكثر من الكلام وكانت حريصة لايصال تعاليمها للشعب الذي معظمه كان ربما لا يقرأ ويكتب فكانت توصل له الإيمان والعقيدة من خلال الطقس والايقونات والاعياد الي جانب الشرح البسيط للعقيدة ولكنه عميق في معانيه ورغم ذلك خرج من كنيستنا من علموا المسكونة كلها علوم اللاهوت والعقيدة ودافعوا عن الإيمان المستقيم للنفس الاخير .
وفي الوقت الذي سقطت بعض الكنائس في ضربة الفلسفة العالمية والأفكار العقلانية المجردة البعيدة عن أي روح فسقطت في البدع والهرطقات وبعضها ضاعت وراحت لانها انشغلت بالسفسطة والفلسفة وتركت الروح والحياة , وظلت كنيستنا البسيطة العميقة السلسة الواضحة في تعليمها وأسلوبها وحياتها
كنيسة شعبية تسير على نهج معلمها ومؤسسها رب المجد تتبع أسلوبه ومنهجه الواضح البسيط الصريح فبقيت كنيسة ممتلئة بالشعب
شعب يعيش الإيمان ويفهمه بالممارسة وليس بالعلم الجاف المجرد الخالي من أي روح !
فالمسيحية كانت ولا زالت وستبقى روح وحياة وليس علم أكاديمي يدرس في جامعات ونحصل عليه بمجاستير او دكتوره !
فكثير من بلاد وكنائس هذه المعاهد التي تمنح الشهادات كنائسهم لا شعب فيها ولا حياة ومسيحتيهم مجرد علم أكاديمي مثله مثل اي علم آخر ليس أكثر .
فلنحذر جميعا لكل من يعلم بغير هذه الروح التي تسلمناها من سيدنا ومعلمنا يسوع المسيح وبأسلوب غريب عن أسلوب كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فلا نقبله ولا نستمع له لانه ليس من هذه الروح وهذا المنهج والأسلوب .
ومن له اذنان للسمع فليسمع __
عصام نسيم