مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مأساة اقباط العريش



شاهد العالم كله الصور المؤلمة لأخوتنا أقباط العريش وهم نازحين من مدينتهم تاركين بيوتهم ووظائفهم واعمالهم ومدارسهم فاريين من ارهاب ارهابي داعش هناك
            مشهد مأساوي ومؤسف   مشهد ضحى المصريين بشكل عام والاقباط بشكل خاص بالكثير واحتملوا الكثير   حتى لا يحدث ولكنه للأسف الشديد حدث!

مشهد كنا نشاهده في سوريا والعراق ربما بشكل أكبر واوسع وأضخم ولكنه يتشابه حتى ولو بشكل رمزي لما يحدث في هذا البلدان التي مزقها وخربها الارهاب والارهابيين!
سبق هذا المشهد المؤسف قضايا ذبح وقتل وحرق للأقباط على ايدي هؤلاء الارهابيين الذين ذهبوا إلي بيوت الأقباط وقاموا بذبح رجال الأقباط هناك بل وسلبوا ونهبوا بيوتهم ثم قاموا بحرقها بكل حرية وكان هذه المدينة تحت حكم الارهابيين وقد انعزلت وانفصلت عن الدولة المصرية!
وقد روى بعض اهالي الشهداء ان الارهابيين كان معهم قوائم بها اسماء الأقباط هناك وكأن الأمر مدروس منذ فترة من قبل ارهابيين يعرفون جيدا الأقباط الموجودون  هناك  !
والعجيب ان هذا الاحداث الإرهابية   حدثت بعد ايام قليلة من اذاعت تنظيم داعش الارهابي فيديو يتوعد فيه الأقباط بالقتل والذبح والتفجير كما يتوعد الجيش والشرطة في مصر  !
اما الشيء الذي اثار الاستغراب والتعجب هو الصمت الاعلامي على هذه الاحداث المؤسفة وكأن ما يحدث في قتل وذبح وحرق لمصريين على ارض مصر يحدث في بلد اخر صمت قبور وصمم اصاب جميع وسائل الاعلام حتى تم اثارت الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة وكتبت عنه ونشرت صور النازحين الأقباط وبعد تصريحات الرئيس السيسي ومطالبته بتوفير الرعاية لهم بدأت وسائل الاعلام في الحديث والقاء الضوء على الاحداث وكالعادة حاول بعض الاعلاميين في تمييع القضية واظهار الاحداث الارهابية كأنها امر عادي يحدث للجميع رغم ان قتل الأقباط كان يحدث على الهوية وبنظام وبتخطيط  ولإجبارهم لترك بيوتهم والرحيل بعيد وكأن الارهابيين ارادوا ان تكون مدينة العريش مدينة بلا أقباط بعد ان استهدفوا الكنيسة هناك اكثر من مرة ثم قاموا بقتل اثنان من الاباء الكهنة اخرهم العام الماضي ثم بدأوا في استهداف الأقباط في عدة حوادث مؤخرا !
بالطبع الكل يعلم ان هناك ارهاب اعمى يقتل ابرياء في كل يوم سواء من رجال الشرطة او الجيش واحتمل المصريين بشكل عام على مدار سنوات الكثير والكثير وكان احتمالهم حفاظا على وطنهم وحتى لا يتحول إلي سوريا او عراق او ليبيا اخر ولكن ما شاهدناه مؤخرا من قتل لأقباط ابرياء او نزوج مئات الأقباط تاركين كل ما لهم ويحدث هذا المشهد بعد سنوات في محاربة الارهاب هو امر مؤسف ومقلق للغاية فما كان يخشاه المصريين واحتملوا الكثير والكثير من اجله نراه يحدث في جزء ولو صغير من ارض وطننا  العزيز  ان القبطي ليس كالجندي او الظابط  في الشرطة او الجيش يحارب الارهاب لذلك هناك عداوة بين الارهابيين ورجال الشرطة  لذلك قتل الأقباط لا يتشابه مع قتل ابناءنا من الجيش او الشرطة فهو قتل على الهوية قتل لانهم مسيحيون قتل لانهم في نظر هؤلاء الارهابيين كفرة وجب قتلهم وسبي نسائهم وسلب اموالهم وهذا ما حدث في حادثة قتل رجل مسيحي وابنه وتم سرق جميع محتويات المنزل وحتى دبلة الام سرقها الارهابيين وهذا هو الفرق !
نراه يحدث لأهالينا هناك ولم نجد تحرك كافي او تسليط اعلامي كبير على هذا الحدث الجلل الا بعد ايام وايام وبعد ان تحدث الجميع وانتفض الجميع فيما عدا الاعلام المصري والمسئولين   المصريين   !
ان محاربة الارهاب من جانب الدولة على مدار سنوات نجح كثيرا في حصاره والقضاء على جزء كبير منه ولكن مازال بقايا الارهاب فكرا وعملا متواجد في مصر   وخصوصا في سينا وما نراه يحدث في العريش تأكيد لذلك يجب ان يكون هناك تعامل اخر وبشكل اخر مع الارهاب عموما والارهابيين بشكل خاص!
والحقيقة ان الارهاب هو فكره في عقل الارهابي والفكرة هي الدافع والمحرك للإرهابي لان يحمل السلاح او القنبلة ليقتل ويفجر ويذبح ويسرق ويحرق لذلك يجب على الدولة قبل محاربة الارهابي منفذ الفكرة وجب عليها محاربة الفكرة وهذا ما لم نراه يحدث إلي اليوم
فالي اليوم وبعد ما تحمله الأقباط بعد خلع الاخوان من حرق كنائسهم وممتلكاتهم ولم يتذمروا او يتكلموا لان احتمالهم وقتها كان من اجل الحفاظ على الدولة   والوقوف معها ضد ارهاب اعمى من قبل جماعة ارادت الشر لهذا الوطن
وكان الأمر في وطن جديد لا يفرق بين مواطن واخر على الهوية او الجنس او اللون ولكن للأسف الشديد وبعد سنوات من الثورة وخلع الاخوان لم يتغير شيء فمازال الأقباط تخطف بناتهم ومازال الأقباط تحرق كنائسهم او اماكن صلاتهم ومازال يهجر أقباط من منازلهم وقراهم لا شاعه  يروجها البعض ومازال التعامل مع قضايا الأقباط بنفس التعامل القديم وكأن شيء لم يتغير!
لذلك نقول ان الارهاب قبل ان يكون حدث هو فكرة لذلك داعش ليس مجرد تنظيم ارهابي متطرف دموي شرير ولكنه مجموعة افكار اعتقنها هؤلاء الارهابيين القتلة وراحوا ينفذوها في الابرياء سواء في مصر او في بلدان اخرى وسواء من الأقباط او رجال الشرطة او الجيش او أي بريء تقتله يد هؤلاء القتلة الاثمة!
حاربوا الافكار قبل ان تحاربوا الاشخاص
قاوموا الفكرة في مهدها قبل ان تتحول إلي يد تضغط الزناد او تحمل حزام ناسف او تفجر وتقتل
ووقتها سوف تكون الدولة فعلا قد واجهت الارهاب ووقتها ستكون محاربة الارهابيين سهلة وبسيطة لأننا سوف نكون قضينا على المنبع والمصدر لهذا الشر الذي يعيشه العالم ويدفع ثمنه الكثير والكثير من الابرياء
                                                                                                                                                                 عصام نسيم                       

عن الكاتب

essam nesim

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي