لا يمكننا ان نفصل الواقع عن التاريخ والحاضر عن الماضي وحتى نعي الامور جيدا ونفهم ونعرف سر الخلاف ومن اين اتى الاختلاف علينا ان نعيد قراءة التاريخ جيدا لنفهم الحاضر وندرك المستقبل .
لذلك سوف نقوم بنشر بعض البوستات البسيطة الخاصة بتاريخ نشأة الكنيسة الكاثوليكية في مصر حتى نعي ونفهم من اين اتى الاختلاف وان الخلاف ليس في مجرد طقس او شكل ولكن الخلاف اعمق واكثر من ذلك بكثير .
اما كيف ومتى بدأت الكنيسة الكاثوليكية في مصر هذا ما سوف نتعرض له سريعا في السطور القادمة .
ولتعرف
ذلك يجب ات نلقي الضوء سريعا على كيف نشأت الكنيسة الكاثوليكية في مصر .
كان
سعي كنيسة روما بضم كنيسة الإسكندرية الي سلطتها رغبة ملحة منذ القرن الخامس ومجمع
خلفدونية وكثيرا ما حاولت في جذب الاقباط إليها حتى أصبحت مصر تحت الاحتلال
العثماني ومع وجود القنصليات في مصر أصبح العمل من خلالها أكبر واقوى
ففي
القرن السادس عشر والسابع عشر كان هناك محاولات عديدة فقد جاء بعض الرهبان
الكاثوليك في مصر في القرن السابع عشر وأسسوا مركز ديني وكان ذلك عام 1630 ولكن
قابل الاقباط هذا النشاط بفتور كبير حتى أغلق المركز ورحل الرهبان !
وفي
نفس القرن وبالتحديد عام 1675 جاءت بعثة من الرهبان الفرنسيسكان وذهبت الي مصر
وبعثة اخرى من الجزويت واستقرت في القاهرة ولكن ايضا هاتان البعثتان لم تلقي اي
استجابة من الاقباط !
حتى
قال قنصل فرنسا ....
ومع
دخول الحملة الفرنسية الي مصر عام 1798-1801
دخلت
معها كثير من الارساليات للكاثولكية في مصر وبدأت في الترويج لافكارها والترويج
للانضمام لكنيسة روما وقد تصدى وقتها الانبا يوساب الابح مطران جرجا وقتها وتصدى
لهذه الأفكار !
أما
عن التأسيس للكاثولكية في مصر مثله مثل الدخول البروتستاتي كان لأسباب سياسية او
أسباب أخرى لم يكن لأسباب إيمانية او اقتناع بعقيدة .
ففي
النصف الأول من القرن الثامن عشر وفي عهد محمد علي استعان بكثير من العلماء من
فرنسا وبلاد أخرى في أوربا وأرسل البعثات للخارج وأراد أن يكافئ العلماء على
خدماتهم فطلب منهم ان يقدم خدمة لهم فقالوا نريد ضم كنيسة الإسكندرية الي كنيسة
روما لتكون تحت سلطان بابا روما
وفي
مصدر تاريخي آخر كان الواعز لمحمد علي القنصل الفرنسي لاعلان الكنيسة القبطية
الولاء لكنيسة روما قاستدعى محمد علي المعلم غالي وعرض عليه الامر .
وكان
من أعيان الاقباط وعرض عليه الأمر ولكن ذهل المعلم غالي من ذلك ورعب من نتيجة
إجبار الاقباط الي الانضمام لكنيسة روما وعرض عليه أمر وهو انه ينضم الي
الكاثوليكية في مصر وعندما يجد الاقباط كبيرهم انضم للكاثولكية سيتبعونه وبالفعل
انضم وأصبح هناك أقباط يتبعون كنيسة روما في مصر لأول مرة في التاريخ !
ورغم
ذلك لم يقبل الاقباط الي كنيسة روما وكان الأمر مخيب لمحمد علي وشعر بأن ان المعلم
غالي خدعه فما كان منه إلا أن اغتاله في مدينة زفته عام 1822.
ورغم
ذلك وضعت الكاثوليكية لها قدم في مصر وبدأت في إنشاء الكنائس والمدارس والملاجيء
والمدارس هي أحد اهم الأسباب لانتشار الارساليات الأجنبية في مصر سواء كانت
بروتستاتنية او كاثوليكية .
وبدأ
بعض الاقباط الذين درسوا في مدارسهم او كانوا في بعثات للخارج وبهرهم الغرب وتقدمه
بدأوا في الانضمام الي الكنائس الغريبة .
ولكن
ظلت نظرة القبطي الأرثوذكسي الي هؤلاء بأنهم
د
خلاء حتى كانوا يطلقون عليهم الاقباط النبع ( حيث يتبعون بابا روما )
وتم
سيامة أول بطرك قبطي للكاثوليك ومعاونا لبابا روما في مصر وكان الانبا كيرلس مقار
عام 1895
.......يتبع
---------------
#عصام_نسيم