قال صديق لي متسائلا : لماذا هذه الضجة المثارة حول البيان الأخير الذي تم توقيعه أثناء زيارة بابا الفاتيكان فهو بيان يسجل الزيارة وللعلم قام قداسة البابا شنودة الثالث عند زيارته لروما عام 1973 بتوقيع بيان ولم يستشير المجمع المقدس وقتها إذن هذا مثل ذاك !.
قلت له الضجة سببها ان البيان تردد قبل مجيء بابا روما انه اتفاقية قبول المعمودية بها .
ثم نفت الكنيسة ثم فؤجنا بالاتي
بتصريحات لمسىولئن من الكنيسة الكاثوليكية في مصر يقولون انه قرار بقبول بل ويحتفلون بذلك !
ثم فوجئنا بنشر موقع الكنيسة الكاثوليكية في مصر بنشر الوثيقة بقبول المعمودية والاعتراف بها بل وموقع راديو الفاتيكان أيضا مما أثار حالة من الغضب والبلبلة التي لم تنتهي لليوم ثم
فوجئنا بحذف البيان ونشر بيان مختلف على هذه المواقع بل ومازال بعض المسؤلين الكاثوليك يقولون بأنها قرار قبول وتم الاعتراف !!
كل ذلك في ظل صمت وعدم الإدلاء بتصريح قوي من الكنيسة القبطية ينفي ذلك ويلبي رغبة كثيرين في نشر أصل الوثيقة باللغتين ليس تشكيكا في كنيستنا ولكن ليكون لدينا رد قاطع لا يقبل أي رد .
أما عن أمر البيان الذي وقعه قداسة البابا شنودة مع بابا روما عام 1973
فأرجو الرجوع إليه لنجد أن كان يحتوي على الآتي
عرض الاتفاق في ايمان كنيستنا حسب السيد المسيح والذي كان محل خلاف لقرون بين الكنيستين
جاء أيضا في البيان أن بين كنيستنا تراثا مشتركا ونحن نسعى بثقة وعزم في الرب ان نحقق كمال تلك الوحدة وتمامها ...ولكي نتمكن من إتمام هذا العمل
" نشكل لجنة مشتركة من ممثلين للكنيستين مهمتها التوجيه لدراسات مشتركة في ميادين التقليد الكنسي وعلم آباء الكنيسة والطقوس وخدمة القداس
واللاهوت والتاريخ والمشاكل العلمية وهكذا بالتعاون المشترك يمكن ان نتوصل لحلول الخلافات القائمة بين الكنيستين ...
وهكذا نادى البيان بالسعي بثقة وعزم في إتمام الوحدة ولكن لم يقف عند مجرد الرغبة والسعي بل وضع خطوات عملية لتحقيق هذه الوحدة وهي تشكيل لجنة من الكنيستين للدراسات في مجالات مختلفة وذلك للتوصل لحلول الخلافات القائمة بين الكنيستين
اي لم ينكر وجود الخلافات وأكد أن هذه الوحدة لن تتم وتكمل إلا بعد التوصل لحلول هذه الخلافات !
نقطة أخرى هامة ذكرها البيان وهي :
اننا باسم هذه النحبة نرفض كل صور الخطف من كنيسة الي أخرى ونرفض ان يسعى أشخاص من أحد الكنيستين الي إزعاج كنيسة من الطائفة الأخرى .وذلك بضم أعضاء إليها من هذه الكنيسة بناء على اتجاهات فكرية او بوسائل تتعارض بمقتضيات المحبة المسيحية ...
وواضح أن مشكلة خطف الاقباط من كنيستهم من أولويات هذا البيان لذلك ذكرها ورفض كل صورها بل ونادى بذلك باسم المحبة المسيحية المشتركة ! محبة حقيقية لا تتغاضى عن الأخطاء ولا تنكر الخلافات او المشاكل بل تذكرها و ترفضها وتضع الحلول العملية لها .
وهكذا يتضح لنا أن هذا البيان بكل ما جاء فيه كان حريص كل الحرص على
التأكيد على الإيمان المشترك
التأكيد على عقيدة الكنيسة
التأكيد على وجود خلافات وتم وضع الحلول لها
التأكيد على انه لن تكمل وتتم هذه الوحدة إلا بحلول هذه الخلافات
التأكيد على رفض صور الخطف بأي وسيلة وهذا يظهر لنا حرص الكنيسة على أبنائها.
وبالتأكيد ان كل الامور التي جاءت في هذا البيان تؤكد لنا انه كان هناك تشاور وموافقه عنه في المجمع المقدس حيث ذكر مشاكل موجودة كما ذكرنا .
ثم قلت لصديقي هل تأكدت أن هناك خلاف كبير بين البيانين سواء في المحتوى او العرض او التعامل او الجدل المثار؟ !
وفي نهاية الحديث هز صديقي رأسه وقال عندك حق .
(ملحوظة - نص البيان منقول من مجلة الكرازة العدد الاخير ولكن هناك خطأ فالعنوان جاء فيه الاتفاقية مع البابا بولس الثاني والتوقيع باسم بولس السادس والتوقيع كان مع البابا بولس السادس وليس الثاني )
--------
عصام نسيم