يقول معلمنا بولس الرسول :
لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ،
عب 9:13
ولأننا نعيش في زمن كثر فيه التعليم المتنوع والأفكار الغرببة عن روح الكتاب المقدس وتعاليم الاباء !
كثر فيه التعليم الذاتي والاراء الشخصية التي تعتمد على الفكر الذاتي والذي بعيد كل البعد عن روح الاتضاع والخضوع لتعاليم الكنيسة والتي هي اهم سمات الخادم الأرثوذكسي .
فنجد اليوم كثير من التعاليم الغريبة والانحراف عن وصية الانجيل بل نجد تمرد على الوصية الإلهية وكسر لكثير من قوانين الكنيسة وتعاليم الاباء !
وقد أصابت هذه الأمور كثير من كنائس الغرب فأصبحنا نجد أمور تخالف الإيمان المسيحي تحت مسميات خادعة باسم حقوق الإنسان او المساواة بين الرجل والمرأة !
أصبحنا مثلا نجد بعض الكنائس تقوم بسيامة المرأة كاهنة واسقفة في مخالفة صريحة وواضحة لقوانين الكنيسة وتعاليم الكتاب المقدس والتي قصرت الكهنوت على الرجل فقط ومنعت المرأة من الكهنوت !
والعجيب أننا نجد من يبرر هذه المخالفة بأن الرجل والمرأة متساويان وأن منع المرأة من الكهنوت فيه ظلم لها !!!
وبالطبع هذه تفسيرات بشرية خاطئة تعتمد على الفكر الذاتي المتكبر
فليس بكهنون المرأة تكون المساواة وليس قمع او تقليل من المرأة عندما حدد الرب الكهنوت للرجال فقط وبل وفي العهد القديم كان لسبط معين دون باقي الشعب !
ولكنها أفكار حسب العالم تعاليم متنوعة وغريبة كما قال بولس الرسول.
كذلك أصبحنا تحت مبرر الحرية الشخصية نجد السماح بزواج المثليين والشواذ بل ويتم ذلك في بعض كنائس الغرب وفي كسر أيضا لوصية الانجيل ومخالفة تعليم الكنيسة أيضا .
وهكذا أصبحت الخطية عمل يشارك فيه من هم من المفترض أن يدينوها ويقوموا أصحابها !
مسميات وادعاءات كاذبة يحاول الشيطان ترويجها اليوم تحت مسميات كثيرة محاولا أن يخدع بها كثيرين
فأصبحت الخطية حرية شخصية وأعمال الدنس حق من حقوق الإنسان ومخالفة الوصية مساوة بين الرجل والمرأة وقبول التعاليم المنحرفة تنوع واستيراد تعليم مخالف انفتاح والتمسك بالعقيدة وتعليم الكنيسة جمود والشهادة للحق تحجر والمحافظة على ايمان الكنيسة تعصب وتشدد !!!
مسميات كثيرة أصبحت تتردد بيننا اليوم ونجد من يعمل بكل جهده لمقاومة اي صوت يشهد للحق او يعلن دينونة هذه الأعمال !
ولكن هل نتهم وتدين الكتاب المقدس أيضا ؟!
هل ندين وصية الله وتعليم الكنيسة؟ !
هل نرفض الآيات التي تحذرنا من قبول المخالفين والمبتدعين او الاشتراك في أعمالهم ؟!
هل ندين آباءنا القديسين أمثال البابا اثناسيوس والبابا كيرلس والبابا ديسقورس لأنهم قاوموا البدع والهرطقات ودانوا أصحابها وحرموهم ؟!
هل المحبة تجعلنا نحب الشخص ام نقبل تعليمه المنحرف ؟!
المحبة الحقيقية هدفها أولا هي خلاص كل نفس بشرية بعيدة عن المسيح نحبها وتقبلها ولكن لا نقبل فكرها او لا نعلن رفضنا لأي فكر منحرف فهذا ما علمنا به الكتاب المقدس.
واختم بقصة توضح لنا المحبة الحقيقية
ونحن نحتفل في هذه الايام بعيد استشهاد القديسة القبطية دميانة شهيدة الإيمان نتذكر قوة إيمانها وتمسكها للنفس الأخير بالسيد المسيح نتذكر كيف واجهت والدها الوالي مرقس عندما ضعف وترك الإيمان وبخر للاوثان فما كان من القديسة ان قالت لأبيها كان خير لي أن اسمع خبر انتقالك من أن اسمع خبر تركك للإيمان بالسيد المسيح فما كان من أبيها بعد ان سمع هذا التوبيخ المدفوع بمحبة حقيقية تسعى لخلاص نفسه من الهلاك الأبدي ان قام وذهب للاميراطور وأعترف بالسيد المسيح ونال اكليل الشهادة !
كم تعلمنا هذه القديسة الشهيدة مدى قوة الإيمان والتمسك به كيف تكون المحبة الحقيقية التي ليست على حساب الحق او الإيمان وليست المحبة الغاشة الخادعة ولكن محبة تشهد للحق وتعلن الإيمان وهدفها خلاص النفوس . ليتنا ننظر الي سير قديسينا ونتعلم منهم ومن قوة إيمانهم ونرجع الي كلمة الله التي تكشف لنا الحق بل صراحة ووضوح بعيد عن خداع العالم وأساليبه !
عصام نسيم