مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مارن لوثر والاصلاح المزعوم





مرت منذ أسابيع قليلة 500 عام على الاصلاح البروتستانتي كما يدعونه اخوتنا البروتستانت ووجدنا البعض يحتفل بهذا التاريخ او هذا الاصلاح كما قالوا
ولكن هل فعل ما فعله مارتن لوثر إصلاح يستوجب الاحتفال؟ وهل الكنيسة بعد هذا الانشقاق اصبحت في حال افضل؟
الحقيقة ان الانشقاق الذي صنعه مارتن لوثر واخرين كان له اثر كبير على المسيحية الغربية ولكنه للأسف الشديد اثر ليس جيد وبعد 500 عام من هذا الاصلاح اصبحت المسيحيية بعد ان كانت دين دول اوربا كلها او معظمها اصبحت غريبة في معظم بلدان اوربا بل اصبحت الدعوات ضد المسيحيين والتضييق عليهم بحجة عدم التمييز او حرية العقيدة !
ونستطيع ان نلخص اثار انشقاق مارتن لوثر في النقاط الاتية :
1-انشق مارتن لوثر على كنيسة روما ثم تحول الانشقاق إلي صراع بينه وبين من تبعوه وبين كنيسة روما حتى تحول الأمر إلي صراع بين دول بعد ذلك

3- كان لانشقاق لوثر وتمرده وكتاباته في هذا السياق الاثر الاكبر لنشوب ثورة الفلاحين ضد الامراء ثم قام الامراء باستعداء محاربين لخمد ثورة الفلاحين وكانت النتيجة عشرات الاف القتلة والغريب ان لوثر ساند الامراء ضد الفلاحين الثائرين في النهاية وهكذا يتضح لنا كيف كان الانشقاق دموي منذ بدايته
4- نلاحظ ان معظم قادة الاصلاح البروتستانتي المزعوم كانوا قساة ويتسمون بالعنف والتمرد امثال مارتن لوثر وجون كلفن وهولدريخ زونكلي وفيليب ميلنكثون وبالطبع نستطيع وحياتهم مليئه باحداث العنف والتمرد وكانوا سبب في بعض الحروب او الثورات سواء على الكنيسة او الامراء والملك
4- وضع إصلاح مارتن لوثر بذرة الانشقاق والتمرد على الكنيسة فبعد ان انشق مارتن لوثر عن كنيسة روما مع اخرين انشق عنه بعد ذلك زونكلي وكان متشدد ثم انشق جون كلفن كوسيط بين الاثنين ثم بعد ذلك ظهرت الكنائس الاسقفية  في انجلترا وهي خليط بين البروتستانتية والكاثوليكية ثم ظهر ما يعرف بالكنائس الاصلاح ( ميودست  ) التي انشقت عن الانجلكانية  نتيجة فساد بعض رجال الكنيسة هناك وخرج من حركة الاصلاح العديد من الطوائف والمذاهب أيضا .
5- لم يتوقف الانشقاق على طوائف تنكر عقائد او اسرار مع احتفاظها بقانون الايمان المسيحي ولكن ظهرت طوائف شملت بدع وهرطقات انكر بعضها لاهوت السيد المسيح مثل شهود يهوه  وادعى الاخر ان المسيح هو الملاك ميخائيل مثل الادفنست وادعوا ان المسيح جاء إلي الارض في القرن العشرين وأيضا بدع اخرى ادعت ان هناك انبياء بعد المسيح مثل المورمون وقاموا بتأليف كتاب مقدس لهم اخر !
6- رغم مساهمات الكنيسة البروتستانتية بنشر الكتاب المقدس الذي ترجمته إلي لغات عديدة ولكنها قامت بحذف بعض الاسفار المعروفة بالقانونية الثانية وأيضا غيرت في كثير من معاني كلمات ومصطلحات لخدمة فكرها القائم على انكار الاسرار والكهنوت وعقائد اخرى .
7- مع ظهور الحركة البروتستانتية والمناداة بالتحرر من كثير من العقائد والطقوس وما اسموه سلطة رجال الكهنوت ومع انتشار النهضة الصناعية  اصبح هناك حركة تعتمد على العقل بشكل كبير حتى وصلت لمرحلة تأليه العقل واصبح العقل هو المقياس حتى في الأمور الايمانية والعقائدية ليكون ذلك تمهيد لظهور ما يعرف بمدارس النقد الكتابي الاعلى والتي هاجمت الكتاب المقدس بشكل شرس ثم ظهر ما يعرف باللاهوت الليبرالي الذي انكر كثير من العقائد وادعى ان الكتاب المقدس يحتوي على اساطير وانكار المعجزات والادعاء باسطورية ادم وحواء وقصص كتابية مثل الخلق والطوفان وللاسف الشديد انتشرت هذه الافكار حتى اصبحت تعليم عند بعض الكنائس ينادون بها !
8- كان أيضا لظهور الحركة البروتستانتية وتمردها على الكنيسة تهيئة لظهور كثير من الفلاسفة اللاهوتين الذين مزجوا الايمان بالفلسلفة واخضعوا الايمان للعقل ومعظمهم كانوا من المانيا امثال ايمانويل كانط او فرويد او داروين و داروين هو من وضع نظرية التطور في الخلق وهي التي مهدت لفكرة عدم وجود اله خالق وساعدت في نشر الفكر الالحادي كثيرا في اوربا بل وكانت الداعم لفكر هتلر النازي وهو البقاء للأقوى والافضل  وتمييز جنس عن اخر وهو الفكر الذي حرك هتلر وجعله يقود كثير من الحروب في اوربا والتي راح ضحيتها الملايين 
7- كان لحركة الانشقاق البروتستانتي الاثر الاكبر في هشاشة واضعاف الايمان المسيحي بل والمسيحية في دول اوربا فمع الوقت بدأ دور الدين يتراجع وبدأت تظهر حركات الحادية تحارب الايمان وتهمش في العديد من جوانب الحياة حتى اصبح اليوم حمل صليب او رفع صليب على مبنى هو نوع من التمييز يرفضها البعض وأصبحت اوربا التي كانت كلها يوما ما مسيحية تحارب المسيحية فيها ويقل المؤمنين فيها عام بعد عام
8- كان نتيجة الكثير من الانشقاقات والانقسامات التي حدثت في الكنيسة البروتستانتية في اورب الاضعاف هذه الكنائس خصوصا امام تيار الالحاد الذي انتشر في اوربا بعد ذلك وانتشر عدد الملحدين وللأسف يتزايد العدد يوم بعد يوم في الوقت الذي لم يستطيع الالحاد الانتشار في دول بها كنائس تقليدية قوية مثل روسيا وخرجت من فترة الحكم الشيوعي اقوى وافضل .
9- مع نزوح كثير من البروتستانت إلي الارض الجديدة أمريكا انتشر هناك الفكر البروتستانتي وأصبحت امريكية ارض الموعد للبروتستانت واعتنق حتى الرؤساء الفكر البروتستانتي وامتزجت البروتستانتية هناك بالفكر اليهودي واصبح هناك ما يعرف بالمسيحية الصهيونية والتي نادت ببعض الافكار مثل الملك الالفي للمسيح وعودة اليهود إلي ارض اسرائيل واصبح هذا التيار متحكم حتى في سياسات الدولة تجاه الدول الاخرى !
 10 – يقول البعض ان الحركة البروتستانتية نجحت في نشر المسيحية في بلدان كثيرة وربما يكون هذا الكلام به جزء من الصحة ولكن في الوقت الذي ذهب المبشرين البروتستانت في نشر المسيحية حتى في بلدان بها مسيحيين اصلا كانت المسيحيية تضيع في بلادهم وكان عدد المسحيين يتناقض والكنائس تقل يوم بعد يوم بل ووصل التأثير إلي المجتمع نفسه فاصبح هناك عزوف عن الزواج نتيجة انتشار العلاقات الغير شرعية وبدأ عدد كثير من الدول يتناقص على حساب زيادة عدد المهاجرين هناك ولو بقي الوضع هكذا سيأتي يوم وتتغير هوية اوربا كلها وربما يصبح المسيحيون هناك اقلية مضطهدة !!!
اما عن نتائج انتشار البروتستانتية في مصر نلخصها في النقاط الاتية
1-    دخل المبشرين إلي ارض مصر في القرن التاسع عشر وبعد ان فشلوا في التبشير لغير المسحيين تحولوا إلى الكرازة للمسيحيين وكأن الأقباط اصحاب الايمان الذي تسلموه من مارمرقس الرسول كانوا في انتظار المبشرين البروتستانت
2-    استغل المبشرين البروتستانت النفوذ والمادة وقتها في نشر فكرهم واستغلوا قناصلة الدول احيانا واستغلوا فقر الأقباط احيانا اخرى وكان العامل الاكبر لنشر فكرهم هو بناء المدارس والمستشفيات فمن خلال المدارس بداوا في نشر فكرهم الجديد واجتذبوا كثير ممن يتعلمون في هذا المدارس بعد ذلك
3-    أصبح تأثير الفكر البروتستانتي واضح من خلال العنف الممارس ضد الأقباط وعقائدهم بل وكنائسهم سواء كان عنف فكري لفظي او عنف عملي مثلما حدث في الاعتداء على كنيسة قبطية في اسيوط وتم حرق الصور فيها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
4-    أصبحنا نجد من يشكك في الكثير من العقائد المسيحية وينكر الاسرار المقدسة وأصبحنا امام شكل جديد من المسيحية والكنائس المسيحية مسيحية بلا عقائد وكنائس بلا اسرار.
5-    رغم ان المرسلين البروتستانت كانوا يتبعوا الكنيسة المشيخية في أمريكا ولكن مع الوقت وكالمعتاد ظهرت الكثير من الطوائف الاخرى في مصر وأصبح البروتستانتية ليست كنيسة واحدة او طائفة بل العديد منها حتى الطوائف الغير مسيحية مثل الادفنتست وشهود يهوه أصبح لهم في وجود في مصر!
6-    واليوم بعد حوالي 150 عام من دخول البروتستانتية في مصر اصبح لدينا
مسيحيين لا يؤمنون بالاسرار السبعة لا يؤمنون بالتناول او الاعتراف او سر الزيجة او سر المعمودية او سر الكهنوت
اصبح لدينا مسيحيين ينكرون شفاعة القديسين واصبح هناك من يهاجم القديسين وبشدة
اصبح لدينا مسيحيين يهاجمون عقائد الأقباط ويتهمونهم باتهامات باطلة مثل عبادة الاوثان وتكريم الاموات وغيرها من هذه الافكار المسمومة التي دخلت إلي عقول من انتموا لهذا الفكر
اصبح لدينا مناهج ومدارس مختلفة في تفسير الكتاب المقدس وجميعها تعتمد على الفكر الشخصي والاراء الشخصية للكتاب المقدس بلا مرجعية وبلا خضوع لاي من تعاليم الكنيسة
اصبح لدينا من ينكر التقليد وينكر تعاليم الاباء الاولين وتعاليم الكنيسة ويعتمد على فكره الشخصي في كل شئ
اصبح لدينا مخطط واضح للتسلل إلي الأقباط حتى داخل كنائسهم ونشر الفكر البروتستانتي سواء بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق مسميات خادعة مثل كلنا واحد – يسوع يكره التدين – المسيح معندهوش طوائف ! والي اخره إلي هذه المسميات التي تخدع البعض وتجذب الاخر .
وفي النهاية هذه فكره بسيطة عن الفكر البروتستانتي وكيفية انتشاره وتأثيره سواء في دول واربا او داخل مصر .

عصام نسيم

الجزء الاول 
الحركة البروتستانتية والثمار المرة اضغط هنا

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي