خرج البعض مؤخرا يهاجم بعض العادات او النظام
في كنيستنا القبطية ومن ضمن ما هاجموه هو تقبيل يد الاب الكاهن او لقب سيدنا الذي
يطلق على الاب الاسقف او الميطانية (
السجود ) للاب البطريرك او الاب الاسقف وراح البعض يقول ان هذه المماراسات بها نوع
من الاذلال والخنوع لسطان الكهنوت وانها امور مرفوضة وغير مسيحية !
وبالطبع من يهاجم هذه الممارسات لم يعيش
الارثوذكسية العميقة من الداخل فهو فقط
ينظر الي الخارج ويهاجم دون ان يختبر عموما عم الحياة الارثوذكسية وعمق العلاقة
بين الآباء الكهنة بشكل عام والشعب ليدرك انها علاقة ابوة وبنوة علاقة حب متبادل
ولا يوجد أي تسلط او اذلال او خنوع ! ولكنها افكار غير ارثوذكسية تاتي ممكن يرفضون
الكهنوت ولا يعترفون بابوة الكهنوت ولم يختبروها
وسنناقش سريعا بعض هذه الممارسات التي هاجمها البعض
ومنها تقبيل يد الاب الكاهن ولقب سيدنا وايضا السجود للآباء الاساقفة
وقبل ان نناقش تقبيل يد الكاهن او السجود يجب
ان نناقش علاقة الشعب القبطي مع الآباء الكهنة والاساقفة فهي علاقة ابوة علاقة اب
مع ابناءه وليست علاقة سيد مع خادم فالكاهن سواء كان قس او اسقف او حتى الاب
البطريرك نطلق عليه لقب اب الاب الكاهن الاب الاسقف الاب البطريرك فهو أولا واخيرا
اب روحي لكل ابناءه كذلك يطلق على الآباء الكهنة عموما لقب الخدام والكاهن والاسقف
هوخادم لشعبه وليس سيد متسلط منذ سيامته كاهنا في الكنيسة تكون مهمته هي خدمة شعبه
روحيا وحتى اجتماعيا ونفسيا فهو اب حقيقي لكل ابناء شعبه ولا يوجد ابدا الشعور بان
الاب الكاهن او الاسقف هو سيد على شعبه ابدا بل ونجد الصورة المثلى لهذه العلاقة
في يوم خميس العهد عندما ينحني الاب الكاهن ليغسل اقدام شعبه متمثلا بالهنا
ومخلصنا مثالنا الاعظم والاول .
ومن خلال هذه فهم هذه العلاقة بين الاب الكاهن
وشعبه نستطيع ان ندرك ونفهم مدى عمق هذه العلاقة وقوتها وكيف انها بعيده عن أي
سلطة او سيادة من طرف للأخر وبدون فهم هذه العلاقة لا نستطيع ان ندرك هذه
الممارسات وكيف انها بعيده عن أي اجبار او ازلال او خنوع كما يدعي بعض الذين لم
يفهموا ولم يعيشوا الحياة
الارثوذكسية الحقيقية فالأمر
ليس مجرد تقبيل يد اب كاهن او لقب او ميطانية ولكنها حياة ممارسة وعلاقة
قبل ان تكون مجرد ممارسات.
اما بخصوص هجوم البعض على تقبيل يد الاب الكاهن
او لقب سيدنا او السجود للاب الاسقف فسنناقشها سريعا.
أولا تقبيل يد
الكاهن
امر تقبيل يد الكاهن ليس موجود في كنيستنا
القبطية فقط ولكنه موجود في جميع الكنائس الرسولية مثل الكنيسة اليونانية والروسية
والكاثوليكية وكذلك لقب سيدنا ايضا .
و تقبيل اليد الاب الكاهن ليست عقيدة وهي غير
ملزمة ولكن امر نابع من الأقباط انفسهم فعادة تقبيل اليد وايضا السجود
جميعها عادات شرقية اجتماعية قبل
ان تكون دينية فحتى وقت قريب كان الابن يقبل يد ابيه وامه وجده وجدته كنوع من
الاحترام او لالتماس بركتهم وحتى الان يمارسها البعض أيضا حتى الزوج احيانا يقبل
يد زوجته او ابنته وكذلك العكس فتقبيل اليد هو تعبير عن الحب والاحترام والتقدير
وكذلك التماس البركة
وهكذا تقبيل يد الاب الكاهن هي أولا احتراما
لكهنوته وابوته الروحية وايضا التماسا للبركة
من يد الاب الكاهن التي تتلامس دائما مع جسد الرب ودمه وتقدست بالاسرار
الالهية فيد الاب الكاهن هي التي تقدس القربان وتحوله لجسد الرب ودمه وهي التي
تدشن بالميرون الشخص المعمد وايضا تستدعي الروح القدس بالرشومات في الاسرار
الكنسية الاخرى !
اذن تقبيل يد الاب الكاهن هو تقبيل ليد الاب الكاهن
وكيل سرائر الله والتي وحدهم يختصوا بممارسة الاسرار الكنسية .
بالطبع شخص لا يؤمن بالكهنوت او يعترف بالعلاقة
الابوية للاباء الكهنة او يؤمن بالأسرار المقدسة يستصعب امر مثل تقبيل يد الكاهن
او غيرها!
ثانيا لقب سيدنا
اما عن عبارة سيدنا التي نطلقها على الاب الأسقف او البطريرك وقد يرفضها البعض فهي عبارة موجودة منذ القرون الاولى في كنيستنا القبطية وهي تدل على الاحترام والتقدير والتوقير للشخص الذي نحدثه فبالرجوع لرسايل القديس كيرلس عمود الدين مع الاباء الاساقفة في وكانت رسائل متبادلة نجد ان الرسالة تبدأ الي سيدي الاسقف ورغم ان المتحدث هنا اسقف يتحدث الي اسقف اخر وهكذا نجد اباءنا القديسين يتعاملون مع بعضهم البعض بهذا اللقب بلا أي مشكلة او شعور باستعلاء او كبرياء كما يدعي البعض حاليا !.
بل اننا نجد كلمة سيدي او سيدتي ف المجتمعات التي يدعونها بالراقية يلقبون المرأة بسيدتي والرجل بسيدي بل نجد انها حتى في أمريكا بالسيد الرئيس او سيدي الرئيس
فهل قبول اللقب
في العالم امر عادي مقبول اما في الكنيسة فهو امر خاطئ ومرفوض
كذلك نصلي في ذوكصولجية الرسل قائلين : اطلبوا يا سادتي الآباء الرسل والاثنان وسبعون تلميذا ليغفر لنا خطايا .
كذلك نصلي في ذوكصولجية الرسل قائلين : اطلبوا يا سادتي الآباء الرسل والاثنان وسبعون تلميذا ليغفر لنا خطايا .
فهل نخطيء
عندما نصلي هذه الطلبة ؟!
كذلك نلقب السيدة العذراء بلقب السيدة العذراء ونقول سيدتنا كلنا والدة الاله
كذلك نصلي في تمجيد الشهيد مارجرجس ونقول سيدي الملك جورجيوس
باشويس ابؤرو جاورجيوس
باشويس ابؤرو جاورجيوس
وهكذا لا توجد
أي مشكلة عندما نلقب الاب الاسقف بلقب سيدنا او سيدي من باب الاحترام والتقدير
والوقار لابوته الروحية وايضا لرتبته الكهنوتية وهو امر كان ومازال موجود في
كنيستنا القبطية منذ قرون وليس كما يدعي البعض انه دخل حديثا الي كنيستنا !
ثالثا السجود للاباء الاساقفة
اما عن الذين
يهاجمون السجود للاباء الاساقفة ويقولون ان السجود هو لله فقط فنقول لهم ان هناك
نوعان من السجود – سجود العبادة - سجود
الاحترام
والسجود امر
كان موجود ايضا في بلاد الشرق منذ القديم وقد جاء كثيرا في الكتاب المقدس خاصة في
العهد القديم مرات عديدة سجود اشخاص لأشخاص اخرين من باب الاحترام والتقدير لهم
وليس ابدا بغرض العبادة كما يدعي البعض بل ونجد ايضا في بعض الثقافات والحضارات
الاخرى عند تلاقي اشخاص مع بعضهم البعض نجد السجود باشكال مختلفة بعضه بانحناء
بسيط او السجود مع التقبيل للوجه او الكتفين او حتى الصدر .
اما عن السجود
للاباء الاساقفة
فقد تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احترامًا،
باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه.
ومثال ذلك أنهم يستقبلون الأسقف بلحن إب أورو.. "يا ملك السلام،
أعطنا سلامك" بينما
ملك السلام هو المسيح. ولكنهم يقولون هذا اللحن في وجود الأسقف، للترحيب به،
باعتباره وكيلا للمسيح.
وبالمثل حينما يصلى الأسقف الإنجيل، يرتلون لحن "أقسم الرب ولن
يندم، أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز 110) بينما هذا اللحن هو للسيد المسيح، وهذا المزمور نبوءة عنه. ولكن اللحن يقال في وجود الأسقف باعتباره وكيل
المسيح (كما هو الحال مثلًا في مُعاملة مُمَثِّل رئيس الجمهورية، حتى لو كان ضابطا
صغيرًا).
مثل سجود ابونا ابراهيم لشعب بني حث عند شراء
مقبرة لدفن سارة زوجته تك 23 او سجود ابونا ابراهيم سبع مرات لاخيه عيسو تك 33 او سجود موسى النبي عندما خرج
لاستقبال حماه يثرون خر 18 وايضا سجود داود النبي امام شاول الملك لأنه مسيح الرب
1 صم 24
وكثير من الأساقفة يمتنعون عن قبول هذا السجود، فيحترمهم الشعب بالأكثر
بسبب تواضعهم، ويتمسكون بالسجود بالأكثر. فيضطر هؤلاء أن يستسلموا لهذا الواقع،
وفي قلوبهم يعتقدون أنهم تراب ورماد.
وهو ايضا سجود متبادل فنجد الاب الكاهن سواء
كان كاهن او اسقف ينحني امام الشعب اثناء القداس الالهي وقبل البدء في قداس
المؤمنين ويطلب من الشعب الغفران عندما يقول : اخطيت سامحوني وايضا نجد الاب
الكاهن والاسقف ينحني امام الشعب في يوم خميس العهد ليغسل ارجل الشعب متمثلا برب
المجد نفسه والذي غسل ارجل تلاميذه .
اذن سواء كان تقبيل يد الكاهن او السجود للاب
الاسقف او لقب سيدنا عندما نفهمه حسب مفهومنا وايماننا الارثوذكسي نكتشف انها
علاقة حب وعلاقة تواضع وعلاقة التماس بركات علاقة ابوه وليس كما يعتقد البعض من
الغير ارثوذوكس.
عصام نسيم