التمسك ليس تعصب والحفاظ ليس تحجر .
تواجه كنيستنا اليوم الكثير من الحروب والسهام التي توجه لها ولكن أكثرها خطورة هي ما توجه لها فيما يخص عقيدتها وايمانها فالتاريخ يشهد ان الاضطهاد والضيق والأم لم ينالوا من الكنيسة ولكن البدع والهرطقات والأفكار المنحرفة هي التي قادة الكنيسة الواحدة الي الانقسام في القرن الخامس تبعه عدد من الانقسامات في الكنائس في أوربا بعد ذلك .
وفي كل هذا ظلت الكنيسة القبطية محافظة على وديعة الإيمان الرسولي كما تسلمته ورغم ان الكنيسةالقبطية مرت باهوال كثيرة على مدار تاريخها جعلت بقائها حتى اليوم هو معجزة ومع كل هذه الاضضهادات وضعف التعليم في بعض الفترات الزمنية ظلت الكنيسة القبطية محتفظة بالعقيدة الأرثوذكسية في صلواتها بل وفي ممارستها وحياتها أيضا
فكانت العقيدة عند الاقباط هي حياة معاشة قبل ات تكون تعليم في كتب أو مجلدات
كانت ومازالت الأرثوذكسية روح وحياة وليست مجرد طائفة او فكر او توجه .
وظلت كنيستنا باقية وممتدة وقوية وصلبة في تمسكها بايمانها الأرثوذكسي محافظة على هويتها القبطية لم تتنازل ابدا عن هذا الإيمان ولم تفرط او تتهاون حتى في حرف فيه .
واجهت أباطرة وواجهت اضطهادات ونفي وسلب وطرد وابدأ لم تتنازل او تتهاون .
في ظل الحفاظ على الإيمان ظل البابا اثناسيوس الرسولي يواجه بدعة اريوس واتباعه واجه أباطرة وتحمل النفي والهروب من كرسيه أكثر فترات جلوسه على كرسي مارمرقس واحتمل النفي خمس مرات اتهموه الاريوسين كثيرا اتهامات باطلة ورغم ذلك ظل متمسك بالإيمان والعقيدة ولولا اثناسيوس العظيم لصار العالم كله اربوسي.
وربما لو كان البابا اثناسيوس يعيش في زماننا اليوم لكانوا اتهموه بالتعصب والتشدد والتحجر !!
كذلك احتمل البابا ديسقورس بطل الأرثوذكسية اللطم والضرب والنفي من أجل حفاظه على عقيدة الكنيسة وواجه أيضا أباطرة من أجل حفاظه على عقيدة الكنيسة .
أيضا احتمل الاقباط الاضطهاد المرير حتى من مسيحيين بعد مجمع خلفدونية سلبت كنائسهم وطرد الرهبان من اديرتهم ورغم ذلك لم يفرطوا ولن يتنازلوا .
وهكذا ظل الاقباط على مدار تاريخهم
الغرض من سرد هذه الحقائق هو ما تواجهه الكنيسة اليوم من اتهامات وحروب وضغوط عليها كلما حافظت عل الإيمان او واجهت بدع او أفكار غريبة او قاومت انتشار أي عقائد غريبة يوجه إليها البعض الكثير من الاتهامات التي أصبحنا نسمعها كثيرا مثل
الانغلاق
التعصب
التحجر
التشدد
وهكذا
أصبح التمسك بالإيمان تعصب
والحفاظ على العقيدة والهوية تحجر
ومواجهة اي فكر جديد غريب انغلاق .
بل وكلما تمسكت الكنيسة عقيدتها أصبحت لا تسعى للوحدة وضد المحبة .
وللأسف الشديد جميعها مسميات خادعة ومغالطات الغرض منها هو إرهاب كل من يدافع عن ايمان او يحافظ على عقيدة الكنيسة او يواجه اي فكر غير سليم
واخيرا
التمسك بالعقيدة ليس تعصب
الحفاظ على الهوية ليس تحجر
استيراد افكار غريبة جديدة ليس انفتاح
التأثر باي فكر جديد واعتناقه ليس استنارة
مواجهة الفكر الخاطئ ليست إدانة
المحبة ليست معناها قبول الفكر ولكن قبول الشخص الاختلاف في العقيدة ليس تنوع .
الوحدة الحقيقية هي وحدة في الايمان وليس اي شيء اخر .
ومن له أذان للسمع فليسمع
عصام نسيم
........