يعتقد البعض ان هناك فريقين لكل منهم تعاليمه وفكره ومنهجه وكلا من الفريقين يدافع بحماسة عن ما يعتقد
الفريق الأول وهم من نطلق عليهم المنفتحيين او مدعي الاستنارة والفريق الآخر والذي يطلق عليه البعض المحافظين والبعض يصفهم بالمتحجرين او المنغلقين !
ودائما ما نجد هذا التصنيف وكثيرين اقتنعوا بهذه التقسيمة !
وبالطبع القصة ليست هكذا
فالأمر ليس أن هناك فريقين فريق اهلي وفريق زمالك وكلا له مشجعيه ومؤيديه ورافضيه !
والقضية ليست وجود تيارين في الكنيسة الآن أحدهم محافظ منغلق والآخر منفتح يسعى للتنوع وقبول الآخر !!
فكل هذه مسميات خادعة بها نوع من قلب الحقائق !
الأمر ببساطة أن هناك كنيسة قبطية عريقة ممتدة الي ألفي عام من التاريخ لها تعاليمها وعقيدتها ونظامها وتعاليمها
كنيسة مرت بضيقات واضطهادات واهوال لم ترى مثلها اي كنيسة في العالم ورغم ذلك ورغم الصعاب بقيت محافظة على نقاوة إيمانها وسلمته كما تسلمته !
هذه الكنيسة ومنذ قرون هناك محاولات لاختراقها بطرق وأساليب عديدة سواء من طوائف او كنائس أخرى وجميعها فشل الي حد كبير .
ولكن في السنوات الأخيرة تعرضت الكنيسة لموجة كبيرة من محاولات الاختراق سواء داخليا او خارجيا
وبالطبع أصعب هذه المحاولات التي تحدث من الداخل .
فكان هناك محاولات من قبل البعض وتم كشفهم كان اهمهم عاطف عزيز - ادوارد إسحاق - جورج بباوي - مكس ميشيل وغيرهم.
وقد كانت الكنيسة واعية لمثل هؤلاء وبمجرد ظهور أخطائهم قامت بمراجعة فكرهم ثم بعد تمسكهم به قامت بأبعاد البعض وحرم الآخر منهم .
ولكن في السنوات الأخيرة ومع مناخ حرية سمح لبعض هؤلاء العودة مع اخرين جدد مرة أخرى ومحاولة نشر أفكار دخيلة عن إيمان كنيستنا خاصة ومنهم من مثل جورج بباوي كان له اتباع ومحبين لتعليمه ولكنهم كانوا لا يعلنون ذلك ومع وجود تعالبم جورج بباوي في بعض كتب بعض رهبان دير أبو مقار وقد جذب إليه بعض الشباب أصحاب الفكر المنفتح والذي وجد ضالته مع شخص مثل بباوي ! .
وبالفعل أصبح عندنا اليوم مجموعة بعضهم خدام وبعضهم مجرد شباب عادي أما أن يكون استغلهم جورج بباوي او غيره واخرين او منهم من قرأ كتب غربية وتأثر بها لانه غير ثابت في ايمان كنيسته ومنهم من يعمل وفق مخطط لاختراق الكنيسة القبطية خاصة من بعض الطوائف !
ولعلنا تلاحظ في السنوات الأخيرة كم الهجوم والسخرية والاتهام لعقيدة وتاريخ الكنيسة القبطية والتطاول احيانا على اباءها خاصة المعاصرين !
وهكذا نجد اليوم كم من التعاليم المستوردة قليل منها جيد وكثير منها رديء تنشر وتنقل من باب التنوع والانفتاح مع إهمال لتعاليم الكنيسة او تحريف لتعليم وايمان آباء كنيستنا!
وفي ذلك الوقت ومع هذا كله أصبح هناك شعور عند كل قبطي غيور على كنيسته ثابت في إيمانها و عقيدتها من انتشار هذه التعاليم وسط شبابنا واحيانا كنيستنا وبدأ من يدافع ومن يرد الهجوم من ينفد خطورة هذه الأفكار وبعضا عبارة عن بدع قديمة وحديثة !
إذن الأمر ليس خناقة بين فريقين ولكنه ايمان كنيسة يحاول أبناء الكنيسة أن يحافظوا عليه ضد من يريدون ترويج لأفكار غير ارثوذكسية .
الموضوع ليس خلاف في وجهات نظر او اراء مختلفة ولكنه إيمان الكنيسة .
ايمان كنيسة يحاول البعض تخريبه أما بأفكار غير ارثوذكسية بإدخال تعاليم وكتب غير ارثوذكسية !
او تعاليم غير مسيحية تهاجم كتابنا المقدس بإدخال لاهوت التحرر وأفكاره وسط شبابنا كنيستنا !
او محاولات لتشويه الكنيسة بتاريخها و إيمانها و عقيدتها !
الأمر ليس فريقين ولكن سعي ابناء الكنيسة المخلصين للحفاظ على ايمان الكنيسة نقيا مستقيما كما كان وأبعاد اي تعاليم غريبة عنه !
هذا ما كانت تفعله كنيستنا دائما .
هذا ما فعله معلم الجيل القديس حبيب جرجس والبابا شنودة والانبا غريعوريس ويفعله اليوم أبنائهم وتلاميذهم من الكنيسة القبطية سواء كانوا آباء أساقفة او كهنة او خدام او شباب غيور و محب كنيسته !
هناك تحدي إيماني لكنيستتا اليوم وفي ظل الحرية التي وصلت إلى حد الفوضى يسعى هؤلاء للعمل على نشر أفكارهم لذلك واجب كل إنسان قبطي ابن الكنيسة القبطية تعلم بها وحبها ان يحافظ على وديعة الإيمان وبتصدى لأي فكر غريب عن هذا الإيمان !
وأخيرا الأمر ليس خناقة بين فريقين ولكنه تحدي يواجه كنيستنا وجب تكاتفنا جميعا ضده
ومن له اذان للسمع فليسمع .
------------
عصام نسيم
recent
آخر الأخبار
recent
recent
جاري التحميل ...
recent
الحكاية مش خناقة بين فريقين 2
essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي
أغسطس 19, 2018شاهد أيضاً
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة
مدونة ارثوذكسي