الدفاع عن الإيمان مسؤوليتنا جميعا
كثيرا ما نجد هذا التساؤلات
من هم الذين يدافعون الي الإيمان ؟
وهل فعلا هناك مدافعين وحماة للإيمان؟
هل الإيمان يحتاج لمن يحميه او يدافع عنه أليس الرب هو من يدافع عن الإيمان والكنيسة ويحامي عنها ؟
تساؤلات أخرى كثيرا ربما بعضها منطقي ولكن لكي نفهم إجابة هذه الأسئلة يجب علينا أن ننظر اولا الي الإيمان والكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة .
الإيمان وضعه لنا رب المجد وسلمه للرسل الأطهار والرسل أسسوا الكنائس في كل مكان وسلموا وديعة الإيمان لخلفاىهم وهكذا حتى وصل الإيمان لنا ارثوذكسيا سليما بدون أي انحرافات . ولكن في هذه المسيرة والتي امتدت لعشرين قرن من الزمان تعرض الإيمان لكثير من حروب الشيطان لتحريف هذا الإيمان وتخريبه ليفقد الإيمان دوره في خلاص الإنسان . فالايمان غايته هو خلاص الإنسان من الموت وهدف الشيطان هو ضياع هذا خلاص وهلاك الإنسان . لذلك كانت المعركة شرسة بين عدو الخير وبين المؤمنين وسعى بكل طاقته ليفسد وديعة الإيمان وإدخال الزوان وسط الحنطة .
وكانت معركة الشيطان من البداية هي التشكيك. التشكيك الذي بدأ مع أمنا حواء في جنة عدن عندما قال الشيطان من خلال الحية لامنا حواء :
احقا قال الله .
واستمرت وستستمر معركة التشكيك حتى مجيء السيد المسيح الثاني .
الشتكيك هو سلاح الشيطان الأول والأهم والتشكيك بمختلف أنواعه لكن يبقى الشتيكك بالإيمان بالله وخلاص السيد المسيح هو سعي وهدف الشيطان الأول . فبدون الإيمان لا خلاص لأي إنسان . وبدون الإيمان هلاك الإنسان بالموت وفي خطاياه . لذلك كانت رسالة السيد المسيح وتلاميذه ثم الكنيسة الي اليوم هي البشارة بالإيمان والخلاص للجميع ولأن خلاص البشر هو غاية واردة الله وكما قال الرسول : الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. (١تيمو ٢ : ٤)
إرادة الله خلاص الكل بالإيمان ومعرفة الحق . ونلاحظ معرفة الحق وليس اي معرفة أخرى حق الإيمان وحق الخلاص والحق الكتابي كل ذلك من خلال معرفة والإيمان بالله المخلص والذي هو الطريق والحق والحياة .
ولكن هل يسكت الشيطان ويدع الإيمان يتنشر ويخلص البشر بالطبع لا ! فكان سعي الشيطان هو تحريف هذا الإيمان الشتكيك فيه والعمل بكل قوته لوقف الكرازة والبشارة بهذا الإيمان .
فوجدنا منذ عهد الرسل سلاح الشيطان الأول هو الاضطهاد وعندما فشل هذا السلاح استخدم سلاح تحريف الإيمان والتشكيك في الإيمان الأرثوذكسي فكانت البدع والهرطقات منذ القرن الأول الميلادي فكانت بدع الغنوسيين والنقولاويين والتهود وغيرها من البدع حتى القرن الثالث الميلادي بل ووجدنا سي الهراطقة في تحريف حتى كلمة الله فوجدنا الأناجيل المزيفة .
وكانت أشهر بدع التاريخ وهي بدعة اريوس والتي طعنت في لاهوت المسيح وبالتالي هدم الخلاص ثم بدعة نسطور ومقدنيوس وطوماس لاون حتى وصلنا لبدع مارتن لوثر وجون كلفن حتى راسيل مؤسس شهود يهوه الأدفنتست وجوزيف سميث مؤسس المورمن وغيرهم الكثير والكثير ومازلت البدع والهرطقات تنتشر يوم بعد يوم خصوصا بعد ان تركت كثير من كنائس الغرب الحق الإلهي والكتابي وراحت ترضي الناس عل حساب وصية الله فكانت سيامة المرأة قس ثم قبول الشذوذ الجنسي والزواج من غير المؤمنين ثم الطامة الكبرى وهي الطعن والتشكيك قي كلمة الله والا دعاء انها أساطير !
وهكذا الشيطان كلما قرب وقت دينونته كلما زاد سعيه المجنون في ضياع الحق الإلهي وخداع البشر وابعادهم عن صحيح الإيمان ليتحول الإيمان الي انحرافات وخرافات وتعاليم بشر ! ولكن هل ترك ويترك الرب الإيمان والكنيسة هكذا يضيع الإيمان ويتسبب في هلاك البشر ؟! الحقيقة كما كان عمل الرب منذ البدء خلاص الإنسان كان دائما يوكل رجال الله في كل عصر لإيصال رسالة الخلاص وايضا مواجهة اي انحراف والرد على اي بدع او تعليم غريب . فكان منذ القرن الأول كان هناك المبتدعون وكان أيضا الاباء المدافعين . فتجد كثير من الآباء ممن أطلقت الكنيسة عليهم لقب الاباء المدافعين عن الإيمان وكان اشهر هم يوستينس الشهيد و واشتهر كثير من آباء كنيستنا بالرد على البدع والهرطقات ايضا . وبالطبع يأتي في مقدمة الكل القديس اثناسيوس الرسولي الذي واجه بدع اريوس وتلاميذه وظل يواجه بدعهم طوال حياته واحتمل النفي والظلم والاتهاماتوتحدى العالم كله الذي ضل وراء بدعة اريوس حتى انتهت بدعة اريوس وبقي الإيمان الأرثوذكسي بفضل القديس اثناسيوس لذلك استحق لقب الرسولي وحامي الإيمان .
كذلك القديس كيرلس في مواجهة بدعة نسطور وكيف واجه فكره بكل قوة وجراءة حتى انتهت بدعته وبقي الإيمان الأرثوذكسي باقي لنا.
لقد سمح الله بوجود البدع والهرطقات ولكنه في نفس الوقت وضع الغيرة والقوة وعمل الروح القدس من خلال قديسين واجهوا هذه البدع واصحابها. ونلاحظ في التاريخ المسيحي أمر هام وهو أن كثير من كنائس الغرب لم يكن فيها مدافعون حقيقيون عن الإيمان ضد البدع والهرطقات فكانت النتيجة ضياع الإيمان وانتشار أفكار ضد الإيمان المسيحي . لذلك مهمة الدفاع عن الإيمان مهمة مقدسة لا تقل عن الكرازة بالإيمان لذلك أطلقت كنيستنا على البابا اثناسيوس بالرسولي.
فلا يمكن ان يوجد عصر دون مدافعين عن الإيمان مادام هناك شيطان يشكك ومادام هناك بدع وهرطقات ومادام هناك من لا يخضعون لكنيستهم ولديهم روح كبرياء .
ستبقى البدع والهرطقات وسيوجد المدافعين عن الإيمان .
والدفاع عن الإيمان ليس حكر على أحد او وظيفة شخص معين ولكنه واجب وأمانة وضعت على الجميع وخصوصا من أعطاهم الرب موهبة التعليم والرد وشرح الإيمان
الدفاع عن الإيمان واجب بل وضرورة موضوعه على الجميع .
الأسقف والكاهن والخادم والأب والأم والأخ والأخت
مسؤلية الجميع ان نسلم وديعة الإيمان كما تسلمناها دون تفريط او تهاون .
ولنتذكر انه في تاريخ الكنيسة وعصور الاضطهاد كان الإيمان ينقل عن طريق الأب والأم وحتى اليوم .
بل نجد في عصر الإلحاد الذي حصل في روسيا الذي حفظ الإيمان للابناء كانت الجدات والأمهات لذلك ذهبت الشيوعية وأفكارها الالحادية وبقي الإيمان هناك .
وأخيرا
كلنا علينا مسؤلية الدفاع عن الإيمان .
كلنا علينا مسؤلية الحفاظ على الإيمان .
نسلم الوديعة لابناءنا كما تسلمناها من آباءنا .
ومن له اذنان للسمع فليسمع
عصام نسيم