الكف الذي لطم أريوس على فمه عندما سمع تجديفه في مجمع نيقية أمام باقي الأساقفة و أمام الإمبراطور قسطنطين نفسه، الذي أمر بسجن القديس.
كف القديس نيقولاوس أسقف ميرا، أو سانتا كلوز (بابا نويل)، الأسقف المعترف الذي تحمل العذابات لسنين في سجون دقلديانوس و أحد أبطال مجمع نيقية،
أي من الصعب المزايدة على إيمانه، و ملقب في الكنائس البيزنطية بالعجائبي لكثرة معجزاته.
الكف موجود بدير كيكوس بجبال تودورس بقبرص.
ورد في سيرة القديس عن لطمه لأريوس الأتي:
وعندما رأى القديس نيقولاوس أن آريوس بفلسفته سيسكت رؤساء الكهنة ، وبسبب غيرته الإلهية تحركت مشاعره فقام من مكانه ولطم آريوس لطمة على وجهه حركت كل جسمه فاعترض آريوس قائلاً أمام الملك : (( أيها الملك العادل أمن العدل أن يضرب الواحد الآخر أمام عرشكم الملوكي ، إذا كان له قول فليتكلم كباقي الآباء وإذا كان جاهلاً فليسكت كما سكت الذين قبله ، لماذا يضربني أمام عرشكم ؟ حزن الملك كثيراً لما سمع هذا الكلام فقال لرؤساء الكهنة :
(( يا رؤساء الكهنة القديسون القانون يأمر بقطع يد كل من يضرب أحداً أمام الملك وأما أنا فأترك هذا الأمر لما تأمره محبتكم )) فأجاب رؤساء الكهنة قائلين :(( إن الذي صار نعترف بأنه عمل خاطىء لكن نرجو من حضرتكم بألا تقطع يده بل ليخرج من المجمع ويبقى في السجن حتى نهاية المجمع وتتم المحاكمة فيما بعد )) ، وبينما كان القديس مسجوناً ظهر له الرب يسوع المسيح ووالدة الإله قائلين :((لماذا أنت سجين ؟)) ، قال : ((لمحبتكم ))، فأعطاه السيد المسيح إنجيلاً وأعطته العذراء الأموفوريون (ملابس يرتديها الكهنة و الأساقفة)، فبدأ يقرأ الإنجيل وهو لابس الأموفوريون . وعند الصباح أتى بعض معارفه وأعطوه خبزاً ليأكل فوجدوا وجهه يشع نوراً ويقرأ بالإنجيل وهو لابس لباس المطران الأموفوريون ، وكان محلولاً من جميع القيود فسمع الملك هذا الخبر ، فأمر بالعفو عنه واعتذر للقديس نيقولاوس وهذا ما فعله باقي الآباء الآخرين وعندما انتهى المجمع عاد كل إلى رعيته وعاد القديس نيقولاوس إلى ميرا
ملاحظة : ميرا هي المدينة الوحيدة في الامبراطورية التي لم تدخل إليها الآريوسية بسبب القديس نيقولاوس
___________
عندما شاهدت الكف المقدس و موقف القديس الحازم على تجديف أريوس سألت نفسي عن موقف الكنيسة اليوم من الهراطقة و الهرطقات و تمييع الأمور لصالح أصحاب التعاليم المشبوهة.
تسائلت، كيف سينظر شباب طامح في وحدة زائفة يسعى جاهدا إليها دون أساس إيماني سليم للقديس نيقولاوس او بابا نويل لو لطم المجدفين على افواههم.
ماذا كنت ستفعل يا أبي القديس لو سمعت كلمات تجديف أحقر من كلمات أريوس مثل كلمات تيموثي جونز عن السيد المسيح في كتابه "كيف صلى يسوع كيهودي" و الذي لازلنا ننتظر طبعة منقحة او إعتذار عن ما ورد به من تجاديف من الناشر و المترجم (مدرسة الأسكندرية)، ماذا كنت ستفعل لو قرأت في الكتاب: "صدق أو لا تصدق فبعض صلوات يسوع لم تُستجاب!!!".
ماذا كنت ستفعل لو عرفت أن أسقف جليل في كنيسة الله يشبه احداث بعينها في الكتاب بالسرد القصصي الميثولوجي ككليلة و دمنة.
ماذا كنت ستفعل لو سمعت عن من يقول ان القديس متى اخطأ في كتابة إنجيله!!!
كم كنت أتمنى يا أبي أن اخترق الحاجز الزجاجي لأقبل كف يدك المقدسة، الكف التي لطمت أريوس على فمه.
كم نحتاج يا أبي لشجاعتك في مواجهة قسطنطين نفسه، و كم نحتاج لهذه الكف المقدسة في مواجهة هراطقة اليوم.
كم نحتاج لرجال يخشون على الإيمان أكثر من الموائمات.
صلي لأجل الكنيسة يا قديس الله.
________
هذا البوست ليس دعوة للعنف و لكنه دعوة للمواجهة، لرد روح الأباء للأبناء، روح الغيرة على الإيمان.
القصة رسالة للرعاة اللاطائفيين.
مهندس مينا عزيز ميخائيل