نياحة العلامة اللاهوتي نيافة الانبا بيشوي

نياحة العلامة اللاهوتي نيافة الانبا بيشوي .

تنبح  نيافة الانبا بيشوي مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة السكرتير الأسبق للمجمع المقدس لحوالي 27 عام وثاني رسامات البابا شنودة من الأساقفة عام .

هذا الرجل الذي ظل الي آخر يوم في حياته على الأرض يخدم الكنيسة ويجول في بلاد العالم في حوارات ولقاءت مع الكنائس الأخرى ولذلك استحق لقب الرجل المسكوني لكثرة المؤتمرات المسكونية التي كان يحضرها .

كذلك استحق نيافة الانبا بيشوي لقب الأسد الأرثوذكسي حيث ظل طيلة حياته يحامي عن الإيمان ويدافع عن عقيدة الكنيسة ويرد ويشرح البدع وأي فكر دخيل عن إيمان الكنيسة وظل كالأسد لا يتهاون ابدا في أي فكر غير ارثوذكسي وكثير ما كان يحضر مؤتمرات محلية وعالمية فب حوارات مع الكنائس والطوائف الأخرى يحاضر ويشرح ويرد فيما يخص إيماننا الأرثوذكسي .

أيضا استحق نيافة الانبا بيشوي لقب العلامة اللاهوتي الأرثوذكسي فنستطيع أن نقول بكل ثقة ان الانبا بيشوي يحمل عقل موسوعي قلما ان تجده عند الكثيرين عقله دائما يقظ ويحتفظ بمعلومات وأحداث وأفكار من عشرات السنين ويقوم بشرح الفكرة بشكل أكاديمي مفصل تتعجب بعدها كيف لرجل في هذا السن وبهذا العقل اليقظ ويتذكر بكل هذا الكم من المعلومات والأفكار و التعاليم .
نيافة الانبا بيشوي رجل من طراز مختلف يحمل العديد من الصفات التي جعلته مطران متميز في كنيستنا القبطية ووصلت شهرته إلى كثير من كنائس العالم واحتفظ بصداقة الكثير من الشخصيات في كنائس العالم والذي احترمة عقله وعلمه ومحبته للكنيسة ودفاعه المستمر عن عقيدتها .

لقد تشرفت و تباركت منذ حوالي عام بحضور مؤتمرين للعقيدة القبطية الأرثوذكسية الأول في العجمي بالإسكندرية والثاني بنقادة في قنا وفي المؤتمر الأول تشرفت بالجلوس بين قامتين نت أعمدة كنيستنا وهما نيافة الانبا بيشوي ونيافة الانبا موسى ورغم رعبي وخوفي قبل إلقاء وبالتحديد من الانبا بيشوي فكيف أجلس بجانب هذا العملاق والمعلم والذي كنت أستمع الي محاضراته وعظاته وكنت مازلت طفل صغير !
ولعلمي بكيف ان نيافته مدقق جدا ولا يجعل اي كلمة او لفظ خاطئ او غير دقيق يمر من محاضر امانه كان هذا الأمر يسبب  لي قلق كبير !
وعندما صعد على المنصة لاقف بجوار المنضدة التي يجلسون عليها طلب مني هو ونيافة الانبا موسى بالجلوس بجانبهم في البداية رفضت لعدم استحقاقي فعلا الجلوس بجوار هذه القامات فاعادوا الطلب وبعد الجلوس وجدت نيافة الانبا بيشوي يهمس في اذني قائلا ( كده هتبقى جنبا وهقدر أسمعك واتابعك ) وبعدها بدأ التوتر والقلق يقل حتى تلاشى نهائيا وقد استمر الانبا بيشوي يضيف كثير من المعلومات والأفكار في هذه المحاضرة والتي كانت بعنوان اللاهوت الليبرالي لدرجة أن المحاضرة استمرت لما يقرب من الساعتين وكانت من أطول محاضرات المؤتمر
وكم كانت كمية المعلومات سواء العقائدية او التاريخية عند هذا الرجل وكانت هذه المعلومات اثراء كبير جدا لهذه المحاضرة وكم اكتشفت تواضع هذا الرجل في حديثه معي بكل احترام وتواضع لدرجة انه كان يسألني او يستشيرني في بعض النقاط مما جعلني أدهش حقا من تواضع هذا الرجل .
فكيف لعالم لاهوتي مثله قضى عشرات السنين في حوارات لاهوتية ومؤتمرات مسكونية أن يكون بهذه البساطة وهذا الاتضاع!
لقد شرفت حقا بجلوسي بجانب هذا العملاق العالم والأب الحقيقي .
ان الانبا بيشوي مثال حقيقي ومعاش لاباء كنيستنا آباءنا المعلمين العلماء وايضا لما يحملوه  من ابوة حقيقية يتتلمذ عليهم الكثيرون .
أنهم مثال وقدوة لنا لنسير على دربهم ونكمل مسيرتهم فحتى لو فارقونا بالجسد فتعالبمهم واقوالهم باقية وواجبنا ان ننشر ونعلم ما تعلمنا ليبقى ويستمر من جيل الي جيل .
نيح الله روح أبينا ومعلمنا نيافة الأب المكرم الانبا بيشوي ونفعنا بصلواته عنا وعن الكنيسة
وليعزي الرب الكنيسة كلها في انتقال هذا المصباح المنير والعالم الأرثوذكسي والاب الحنون
امين
عصام نسيم