البكاشين !
البكاش او البكاشين كلمة دارجة بكثرة في لغتنا المصرية العامية والكلمة نطلقها على من نظن انه يتكلم كلام غير حقيقي او مجاملة او حتى نفاق والكلمة من الكلمات الخفيفة التي يعرفها المصريون ويرددوها كثيرا .
وكلمة بكاش جمعها بكاشين .
والبكاشين فئات موجودة منذ القدم بل نجد ان كلمة بكاش هي كلمة قبطية ( مصرية قديمة ) والكلمة ظلت بمعناها منذ قدماء المصريين وحتى اليوم .
كلمة بكاش مكونة من مقطعين بي كاش حسب اللهجة القبطية الصعيدية وتنطق فا كاش حسب اللهجة الصعيدية .
والكلمة تعني صاحب القصبة والقصبة هنا هو نبات البوص والذي كانت ينبت على شاطئ نهر النيل والترع ومازال ينبت حتى أيامنا في ريف مصر .
وكان هذا البوص يتم منه صناعات مختلفة كان منها الناي والقلم أيضا .
وقيل انه كان يصنع منه القلم لذلك أطلق عليه أيضا يكاش ولأن القلم كان يكتب أفعال لا يقوم بها فأطلق عليه نفس الاسم وعلى من يقول شيء ولم يفعله !
وايضا كان يصنع منه الناي وهو آلة موسيقيه مصرية قديمة استخدمها قدماء المصريين وصنوعها من نبات البوص والذي كان متوافر في مصر القديمة واللي الآن ومازلت آلة الناي تستخدم حتى هذه الأيام .
وكان هناك شخص في عهد قدماء المصريين وظيفته هي أن يتغنى على هذا الناي . بصفات وفضائل وبطولات الفرعون وكان هذا عمله لذلك أطلق عليه الباكاش او صاحب القصبة او الناي .
وبالطبع كان هناك دائما المبالغة والمحاماة وأحيانا النفاق من قبل البكاش في مدح الفرعون لذلك أصبح هذا اللفظ عندما أجدادنا المصريين يعني الذي يتكلم كلام غير حقيقي او به مبالغة أو مجاملة او حتى نفاق !
والعجيب أن هذا اللفظ ظل آلاف السنين يستخدم بنفس المعنى الذي قصده أجدادنا المصريين !
فاجدادنا كانوا يعرفون الكلام الصدق من المجاملة او النفاق حتى وكان يعرفون أن هذا البكاش مجرد بكاش !
يأكل عيشه من البكش والتغني بصفات الفرعون وبالطبع كان الفرعون مستمتع بهذا البكش والذي جعله ان يعين شخص يتغنى بصفاته وبطولاته أمان الناس !
وظلت مهنة البكاش مستمرة في كثير من العصور والعهود وأصبح البكاشين فئة قاصرة على مدح الفرعون فقط بل اي مسؤل او حتى الناس العادية تستخدم البكش ( الكلام غير الحقيقي ) مع بعضها البعض !
لقد ورث المصريين هذه الكلمة ليستخدموها حتى فيما بينهم على اي شخص يتكلم بعدم صدق او بمبالغات او إنسان يدعي بطولات زائفة او أمجاد وهمية!
البكاش او البكاشين شخصيات موجودة بيننا كما في كل زمان منهم من يستخدم البكش في حياته كامر تعود عليه ومنهم من يستخدم البكش خدمة لمسؤل او طمعا في مال او منصب او حتى نفوذ !
البكش احيانا يكون مهنة كما كان ايام أجدادنا المصريين ربما تحت مسميات أخرى ولكن الهدف والعمل واحد وهو البكش على الآخرين بادعاء أمور ليست حقيقية أو تضخيم أمور لصناعات بطولات وهمية !
ولكن كما كان هكذا يكون
كما كان أجدادنا يعرفون أن البكاش مجرد ادعاءت غير حقيقية يتغنى بها البكاش لأنه يتلقى أجر على ذلك كذلك أيضا الأبناء اليوم يعرفون ويميزون البكش والبكاشين يعرفون من يتكلم بالصدق ومن يدعي ومن يتكلم بنية صافية ومن يتكلم ويمدح ويجامل لهدف ما او لمصلحة ما .
البكاشين موجودين ويمارسون البكش ولكن الكثير جدا يعرفون أنهم بكاشين .
وللحديث بقية من الكلمات والمصطلحات الشعبية والتي نستخدمها في حياتنا اليومية ولها أصل ومعنى .
عصام نسيم
من قبل ان كلمة بكاش هي كلمة قبطية ( مصرية قديمة ) وتعني البوص والذي كان يصنع منه الناي فقد.
وكان هناك شخص عند قدماء المصريين يعزف دائما بالناي ويغني مادحا الفرعون ويستمر في الغناء متذكرا صفات وفضائل وإنجازات الفرعون وطبعا كان هناك ما هو حقيقي والكثير كان نفاق وذكر بطولات غير حقيقية !
وكان هذا الرجل يدعى البكاش نسبة الي الناي الذي كان يعزف عليه .
ومن وقتها ورث المصريين هذه اللفظة ليطلقوها على اي إنسان يتغنى او يدعي بطولات او فصائل غير حقيقية سواء في فرعون او في اي حاكم او مسؤل بشكل خاص !
وأصبح هناك بكاشين في كل عصر وكل مكان وأصبح البكش ليس فقط لفرعون ولكن لكل إنسان لهدف او لفائدة ما !
ترى كم عدد البكاشين في حياتنا اليوم ؟
-------
عصام نسيم