مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الحوار مع الكنيسة الانجليكانية نيافة الانبا بيشوي

الحوار مع الكنيسة الأنجليكانية





هى أصلاً كنيسة إنجلترا ( Church of England ) ولكنها حالياً مجموعة من الكنائس الأنجليكانية (Anglican Communion) . وأحياناً تسمى نفسها الكنيسة الأسقفية، وقد نشأت هذه الكنيسة الأنجليكانية باستقلال كنيسة إنجلترا عن كنيسة روما فى عهد الملك هنرى الثامن سنة 1538 وكان ذلك بعد حركة الإصلاح التى قادها مارتن لوثر فى ألمانيا (الإصلاح هنا حسب المفهوم البروتستانتى وليس حسب المفهوم الأرثوذكسى) سنة 1521م.

وبهذا تواكب انشقاق كنيسة إنجلترا مع الانشقاق البروتستانتى. وصارت الكنيسة الأنجليكانية تُحسب ضمن عائلة الكنائس الإنجيلية أى البروتستانتية فى كثير من المحافل الدولية، ولكن كنيسة إنجلترا احتفظت ظاهرياً بثلاثة من أسرار الكنيسة السبعة: وهى المعمودية والإفخارستيا والكهنوت. وهم حالياً يطلقون على سر “الكهنوت” اسم “الخدمة” Ministryفى المحافل الدولية (المسكونية) ويظهر من ذلك عدم تمسكهم بالمعنى الحقيقى للكهنوت بل يقتربون من البروتستانت كثيراً فى مفاهيمهم. والأسرار الثلاثة التى يتكلمون عنها هى بالإنجليزية Baptism Eucharist, Ministry (B, E ,M). وقد أصدر مجلس الكنائس العالمى وثيقة ليما Lima Document بعنوان B,E,M بدعوى أن الكنائس يمكنها أن تتحد وتصل إلى الاعتراف المتبادل فيما بينها على أساس هذه الوثيقة الأمر الذى لا توافق عليه كنيستنا بالطبع لأن الوحدة تقوم على أساس وحدة الفكر والإيمان أولاً قبل أن تكون على أساس مجرد المعمودية لأن الكتاب يقول “رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة” (أف4: 5) فالإيمان الواحد هو أساس المعمودية الواحدة.

والكهنوت (الخدمة) تسمية فيها مجاملة للبروتستانت لأنها تتسع للقسوس البروتستانت الذين ليسوا كهنة.

وكان سبب انشقاق فى إنجلترا هو رغبة الملك هنرى الثامن فى التخلص من زوجته الأولى كاترين التى كانت أرملة شابة لأخيه ثم تزوجها ورفض بابا روما أن يعطيه حِلاً ببطلان زواجه منها. فقام بعزل الكاردينال وولسى (Wolsey) الكاثوليكى رئيس كنيسة إنجلترا التابع لبابا روما وألقاه فى السجن بتهمة الخيانة ثم عين مكانه توماس كرينمار (Thomas Cranmer) وأعطاه لقب رئيس أساقفة كانتربرى وذلك فى مقابل أن يمنحه رئيس الأساقفة الجديد حلاً بالانفصال عن زوجته الأولى والزواج من (آن بولين).
وعلى نفس المنوال صار رئيس الأساقفة. والأساقفة فى كنيسة إنجلترا هم أيضا يتزوجون. ويطلقون ويتزوجون بعد التطليق ، ويترملون ويتزوجون بعد الترمل، ولم يعد هناك احترام لسر الزواج المقدس.

أما هنرى الثامن فقد أعدم زوجته الثانية (آن بولين) وأخذ يتحايل ويسئ استخدام الوسائل فى تطليق زوجاته، أو قتلهن بالإعدام، أو وضعهن فى السجن. وظل على هذا الحال فى إباحة الزيجات المتعددة لنفسه ولشعب المملكة، حتى إنه بأفعاله القبيحة المخالفة للناموس انتهى به الأمر أن يتزوج بست زيجات.

وهكذا بسبب الكنيسة الأنجليكانية صار يتندر غير المسيحيين على المسيحية جمعاء. وإليكم ما انتهى إليه أمر هذه الكنيسة فى وقتنا الحاضر.

إلى جوار ما كانت تعتقده الكنيسة الكاثوليكية فى عقيدة انبثاق الروح القدس من الآب والابن، فقد أضافت الكنيسة الأنجليكانية بدعاً أخرى متعددة ومنها ما يلى :

البدع التى بالكنيسة الأنجليكانية :

1- إلغاء أربعة أسرار من أسرار الكنيسة وهى الزواج – الميرون – الاعتراف (حيث تمارس التوبة بينما هم لا يرغبون فيها)- مسحة المرضى (لسبب الاتكال على ذراع البشر فى شفاء الأمراض بواسطة الطبيب فقط).

2- إلغاء الرهبنة، وبالتالى السماح بزواج الأساقفة بجميع درجاتهم.

3-إلغاء الأصوام.

4- السماح برسامة النساء فى درجة الشماسية الكاملة وخدمة المذبح ثم فى درجة القسيسية الكاملة وخدمة الأسرار، ثم فى درجة الأسقفة المساعدة والأسقفة المسئولة عن إيبارشية أو صاحبة كرسى بما فى ذلك رفع الحية النحاسية. (انظر المذكرة الخاصة برأى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى هذا الموضوع).

وجميع النساء فى هذه الدرجات مسموح لهن بالزواج مثل الرجال، وبعضهن مطلقات.

5- الاعتقاد بخلاص غير المؤمنين بدون الإيمان أو المعمودية.

6- السماح بتعدد الزوجات للمسيحيين فى أفريقيا بمعنى أنه إذا انضم شخص إلى المسيحية وكان متزوجًا قبل ذلك بأكثر من زوجة يسمح له بالعماد مع استمرار جميع زوجاته معه مع معاشرته لهن جميعاً. (تقرر هذا فى مؤتمر لامبث بإنجلترا سنة 1988).

7- الدفاع عن الشواذ جنسياً والإدعاء بأن بعض الناس قد خلقهم الله يميلون إلى الجنس المثيل وأنه لا ذنب لهم فى هذا الأمر، وبالتالى سيامتهم فى درجات الكهنوت. مما جعل الكهنوت عاراً فى وسط الأمم.

وقد نشرت مجلة التايمز الأمريكية فى عدد 24/ 6/ 1991 صورة السيدة “اليزابث كارل” بملابس الكهنوت وهى التى قام أسقف واشنطن بسيامتها كاهناً، وهى عمرها 44 سنة فى نفس العام المذكور. وذلك بالرغم من اعتراض المتمسكين بتعاليم الإنجيل فى كنيسته. وهذه السيدة كما نُشر فى الصحف والمجلات تعيش علناً متزوجة من سيدة أخرى فى حياة الشذوذ الجنسى، وأعلن الأسقف فى يوم سيامتها أن لديه إعلاناً من الله بأنه بالرغم من إنها تعيش فى شذوذ جنسى معلن، إلا أن الله يبارك هذه السيامة من أجل بنيان الكنيسة.

كما قام أحد الأساقفة بتزويج قس إلى شماس علناً فى الكنيسة ونُشرت الصور فى الصحف الأجنبية، وقام أسقف نيويورك مور بتزويج الشواذ جنسياً بنفسه داخل الكاتدرائية رجال مع رجال، ونساء مع نساء. أما الأسقف جون شيلبى سبونج وهو أسقف نيوجرسى الحالى للكنيسة الأنجليكانية فقد نشر كتاباً بعنوان “الحياة فى الخطية” يطالب فيه فى صفحة 87 ،88 طبعة 1988 بسيامة الذين يمارسون الشذوذ فى الكهنوت.

الأسقف سبونج (أسقف نيوجيرسى) والأسقف مور (أسقف نيويورك)، فى مؤتمر لامبث بإنجلترا سنة 1988 قاما بتوزيع نشرة للدفاع عن الشواذ جنسياً قالا فيها : [إن محبة الرجل للرجل أى العلاقة الجنسية (الشاذة) تحت تهديد مرض الايدز (القاتل) هو على مثال محبة المسيح Christ -like love ] (ياللعجب!!).

8- إباحة نقد الكتاب المقدس، وإدخال العقل البشرى كمصدر للتعليم اللاهوتى. وقد تزايدت هذه الأمور حتى وصل الأمر بالأسقف جون أوستن بيكر أسقف سالزبورى Salisbury بإنجلترا بأن ينشر كتاباً بعنوان {غباوة الله} The Foolishness of God .

ولم يحاسبه أحد فى كنيسته على اتهام الله بالغباوة، وعلى نقده للكتاب المقدس، واعتباره أن الكتاب المقدس هو من أكثر الكتب فى تاريخ البشرية تزييفاً للحقائق.

أما الكانون هوج مونتيفيور Canon Huge Montifure وهو يهودى متنصر، فقد نشر مقالتين فى مجلة إنجليزية سنة 1967، سنة 1968يقول فيها أن احتمال الشذوذ الجنسى فى حياة السيد المسيح هو أمر لا يمكن تجاهله. وتم ترقية هذا المجدف بواسطة كنيسة إنجلترا إلى درجة الأسقفية أسقفاً لبرمنجهام.

هل يليق بأن تتجاسر كنيسة على هذا الفعل بترقية هذا المجدف إلى درجة الأسقفية ؟!!

أما ديفيد جينكنز أسقف دورام Durham فى مقاطعة يورك بإنجلترا فقد كان مجدفاً ومفترياً ينكر قيامة السيد المسيح وينكر ميلاده العذراوى (بدون زرع بشر). وكوفئ على هذه التجاديف بترقيته أسقفاً بواسطة رئيس أساقفة يورك – وقد تم جمع 2500 توقيعاً احتجاجاً من الإكليروس على سيامته أسقفاً لهم. ولم يعبأ رئيس الأساقفة بهذه الاحتجاجات وأقامه ليكون وبالاً على إيبارشيته، ومضيّعاً للإيمان وليس مثبتاً أو مدعماً له. وصار التليفزيون البريطانى يقدم له البرامج التى ينشر بها فكره الهرطوقى، ويدافع عن معتقده الفاسد.

وقد أعلنت السماء غضبها فى ليلة رسامته بأن نزلت نار من السماء وشقت الكاتدرائية فى مقر إيبارشيته إلى نصفين. ولم تقبل شركات التأمين البريطانية أن تدفع تعويضاً للكنيسة، لأن هذا النوع من الكوارث لم يكن ضمن شروط التأمين.

وبالرغم من ذلك فقد تمم رئيس الأساقفة السيامة، غير عابئ باحتجاجات الناس ولا السماء، كمن لا يخاف الله ولا يهاب إنساناً!!.

أما الأسقف “جون شيلبى سبونج” John Shelby Spong فقد نشر خمس عشرة كتاباً هرطوقياً (وهو أسقف نيوجرسى بأمريكا) أنكر فيها لاهوت السيد المسيح وهاجم بولس الرسول كما لو كان هو عدوه الأول، ناكراً كل ما علّم به القديس بولس الرسول لأن هذا الأسقف نادى بأن الشذوذ الجنسى هو عطية من الله وبأنه ينبغى التصريح بسيامة الشواذ جنسياً (المتزوجين بالفعل من الجنس المثيل) فى الكهنوت، ونادى أيضاً بأن المرأة ينبغى أن تُسام فى الكهنوت ضد تعاليم القديس بولس، وبأن المسيح ليس هو الله الأزلى منكراً ألوهية السيد المسيح.

كما أنه طالب بإطلاق حرية الطلاق بدون أى شروط وبحرية الحياة الجنسية قبل الزواج لغير المتزوجين معتبراً الحب الجنسى علامة من علامات الحب الإلهى وعطية من الله لأولاده الخصوصيين يسبحونه ويمجدونه بسببها تسابيح البركة والشكر..!!

وحينما حضر رئيس أساقفة أمريكا لزيارة قداسة البابا فى سنة 1994 قال له قداسة البابا: “لو كان الاسقف اسبونج أسقفاً فى كنيستنا لكان أقل حكم نحكم عليه به هو تجريده من الأسقفية” وحث رئيس الأساقفة على اتخاذ موقف معه ولكن رئيس الأساقفة صّرح أمام كل الحاضرين أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك مع هذا الأسقف الهرطوقى.

وبهذا يتضح أنه لا توجد سلطة للتعليم فى هذه الكنائس الأنجليكانية لأنهم فى حقيقتهم بروتستانت بالرغم من وجود المنظر الخارجى للكهنوت فى طقوسهم الكنسية.

ومن الواضح من كل ما ذكرنا وغيره الكثير أن الشخصيات البارزة الممدوحة حالياً فى مثل هذه الكنائس هم أصحاب الأفكار الملتوية الذين ينادون ببدع هلاك ويُنظر إليهم كباحثين ودارسين اتخذوا من التحرر شعاراً لهم. وصاروا يفتخرون بأنهم هم أصحاب الفكر المستنير والمتطور البعيد عن رجعية العقلية التقليدية المظلمة غير المستنيرة (يقصدون الكنائس المحافظة)..

وقد وصل الأمر فى هذه الكنائس أن إحدى السيدات من معلمات اللاهوت الأوربيات قد نشرت مقالاً تطالب فيه بمجيء ضد المسيح Anti-Christ لكى ينكر الضلال الذى أتى به يسوع المسيح إلى العالم. وقد نشر (القس كانون) “جون باودن” رئيس لجنة النشر بالكنيسة الإنجليزية هذه الآراء الهرطوقية راضياً بما فيـها وبكثير غيرها فى كتـابه “يسـوع السـؤال غير المجاوب عليـه” “Jesus the Unanswered Question” وقد حصلت بنفسى على هذا الكتاب من مكتبة مؤتمر لامبث سنة 1988 وهو مؤتمر مجمع الأساقفة الذى ينعقد كل عشر سنوات للأساقفة الأنجليكان فى العالم0 والناشر الأب جون باودن John Bowden هو رئيس مؤسسة النشر للكنيسة الأنجليكانية فى إنجلترا.

وآخر ما وصل إلينا هو كتاب طقسى شجّع على طبعه أسقف أدنبره، وأسقف دورام Durham بإنجلترا فيه جميع النصوص الليتورجية للصلاة لزواج الشواذ جنسياً. وفى هذه الصلوات تبريك واضح للعلاقة الشاذة بينهما وحث للطرفين على حفظ عهد الزوجية نحو الطرف الآخر. وبالكتاب نص لعقد الزواج المشئوم.



عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي