مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

ما هي الكنيسة ؟!

.

الكنيسة بمفهومها الشامل هي جماعة المؤمنين . 
جماعة المؤمنين تنقسم الي الاكليروس والشعب معا. تضم الأحياء على الأرض والاحياء في الفردوس . الكبار والصغار والرجال والسيدات الكل. الكنيسة ليست شخص مهما كان سقف او قمص او قس او خادم . الكنيسة أيضا ليست الشعب منفصل عن الاكليروس فهي الاثنين معا . صلوات القداس تتكون من صلوات للكاهن والشماس والشعب ولا يمكن أن تكتمل الصلاة إلا بهم . الاكليروس والخدام يتم اختيارهم من الشعب ( العلمانيين ) فالكاهن والراهب والخادم كان اولا من العلمانيين ثم انضم للاكليروس ( بالنسبة للرهبان والكهنة ) وأن لم يكن وهو علماني مملوء بمحبة الكنيسة و روحانيتها وعقيدتها فيكون مصيره الفشل والعثرة بعد ذلك ! وتاريخ كنيستنا يخبرنا عن دور الشعب ( العلمانيين ) في خدمة الكنيسة والحفاظ على إيمان الكنيسة ضد البدع ومساندة الاكليروس في كل وقت . بل ونجد أن البطاركة حتى القرن الخامس كان يتم اختيارهم من العلمانيين (مديري وطلاب مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ) وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان حال الاكليروس في حالة من الضعف الشديد ( نتيجة عوامل كثيرة كانت خارج إرادته ) ومن نهض بالكنيسة مرة أخرى سواء في التعليم وإنشاء ونهضة مدارس الأحد او في بناء الكنائس وتعمير الأديرة ( الجمعيات القبطية الأهلية ) كانوا من العلمانيين المحبين لكنيستهم . إذن دور الشعب في الكنيسة دور هام وتاريخي بل كان احيانا بديل للاكليروس كما حدث في حركة مدراس الأحد في النصف الأول من القرن العشرين على يد القديس حبيب جرجس ومجموعة مدارس الأحد .
 الخلاصة الكنيسة ليست الاكليروس فقط ولا الشعب فقط بدون الاكليروس . الشعب له دور هام في الكنيسة ونهضتها والحفاظ على وديعة الإيمان كما يخبرنا التاريخ . الكل مسؤل عن حفظ وحدانية الروح والمنهج والعقيدة والإيمان في الكنيسة ، فالكنيسة كنيسة الله الذي اقتناها بدمه الكريم ، كنيستنا جميعا وليست فئة دون الأخرى. واجب الحفاظ على الإيمان دور ومسؤولية و واجب كل فرد في الكنيسة لديه قدرة او نعمة او موهبة لذلك . كل عضو في الكنيسة خادم وكل خادم هو عضو في الكنيسة . فجميعنا مسؤولون وجميعنا سنحاسب على الوزنة التي اؤتمنا عليها . كنيستنا كنيسة شعبية الشعب عامل ومتفاعل دائما في كل الأحداث والتاريخ يشهد ان الشعب هو الذي كان يعضد الاكليروس في الضيقات والاضطهاد وايضا كانت الكنيسة مع الشعب في دور متبادل . الشعب أيضا واجه البدع والهرطقات في وقت ضل فيه بعض الاكليروس مثل اريوس أو وقت طوماس لاون ومجمع خلقدونية المشؤوم وكان الشعب شريك في الالام والاضطهاد بل والقتل أيضا حفاظا على الإيمان. بل وغالبية الشهداء من الشعب الأمين في إيمانه وأخيرا الحفاظ على الإيمان ليس حكرا على أحد ولا توجد في كنيستنا صكوك غفران او عصمة لأحد . كنيستنا في وسطها المسيح وسط شعبه بكل فئاته .

عصام نسيم

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي