مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

قصة نياحة و إصعاد جسد السيدة العذراء


قصة  نياحةو اصعاد جسد السيدة العذراء مريم


نياحة العذراء 

عاشت القديسة مريم بعد موت ابنها على الصليب في بيت القديس يوحنا الحبيب، وذلك كوصية ابنها، تشهد للحياة الجديدة التي في المسيح يسوع، تسند التلاميذ والرسل بحُبّها وصلواتها.
ولما بلغت حوالي الستين من عمرها، في 20 طوبة، اجتمع التلاميذ وعذارى جبل الزيتون معًا  حيث ظهر لهم ربنا يسوع المسيح وأعطاهم السلام   وأخبرهم أنه يعود إليهم في اليوم التالي ليأخذ نفس أمه إليه.

بالفعل في اليوم التالي، أي 21 طوبة، عاد الرب محمولًا على مركبة شاروبيمية، يحوط به الآلاف من الملائكة ومعهم صاحب المزامير العذب داود.
بكى المجتمعون، وبكت القديسة مريم ومعها العذارى، لكن الربّ عزّاهم. لقد قبَّل أمه العذراء، وباركهم وأمر القديس بطرس أن يتطلَّع على المذبح ليجد ثيابًا سماوية، أرسلها الآب لتكفين القديسة.
 للحال اتجهت العذراء نحو الشرق، وصلَّت بلغة سماوية، ثم رقدت متجهة نحو الشرق.
وقفت العذارى حول القديسة يرتلن، كما جلس السيد المسيح بجوارها، وتهلل داود المرتل، قائلًا: "كريم في عيني الرب موت قديسيه".

وفي وقت الساعة التاسعة  تقبَّل الرب نفسها، ثم كفن جسدها في الثياب السماوية. لقد أمر الرسل أن يحملوا الجسد، فحمل القديس بطرس رأسها، والقديس يوحنا قدميها، متجهين نحو القبر الجديد في حقل يهوشافاط بالجسمانية..
في حقل يهوشافاط
يقول النص القبطي  "عندما جئنا إلى حقل يهوشافاط سمع اليهود صوت الترنُّم فجاءوا ليحرقوا الجسد، مما اضطر التلاميذ أن ينزلوا النعش ويهربوا لكن سرعان ما خيم الظلام حول اليهود وأصابهم عمى، فلسعتهم النيران التي جاءوا بها. عندئذ صرخ الجميع يطلبون الرحمة، وبالفعل شفوا وآمن كثيرون منهم".
رأوبين والنعش
 يروي لنا السنكسار أن رجلًا يهوديًا يُدعَى رأوبين حاول أن يهين النعش، لكن يديه انفصلتا والتصقتا بالنعش.
بدأ يبكي، سائلًا التلاميذ أن يصلوا عنه، لكي يخلص ويصير مسيحيًا. عندئذ ركعوا وصلوا، فشفيت يداه، وتعمد للحال، وصار يبشر


اصعاد  جسدها
 عيد العذراء عند الأقباط (في 16 مسرى) هو احتفال بذكرى صعود جسدها إلى السماء، إذ سبَقَتنا وجلست عن يمين عريسها وابنها. هذا العيد يحمل شهادة قوية لحقيقة إيماننا الإسخاطولوجي، أي إيماننا بالحياة العتيدة.
* لم يتحلَّل جسدها إلى تراب ولا فسد، اتفاقًا مع ما كُتِب عنها "أنت جميلة" (نش2: 13).
وبسبب كمال قداسة جسدها البتولي وطهارتها مع كونها مسكنًا لله بالتمام..
الإناء الذي تقبَّل  لم يسمح الرب للجسد الذي حل ّفيه، وأخذ منه ناسوته أن يصير فريسة للفساد والانحلال،
. فإن القديسة مريم كإنسانة مات جسدها، لكنه صعد أيضًا إلى السماء. وكما يظهر من "قصة صعود الجسد حسب رواية القديس يوسف الأريوباغي". كان الرسول توما غائبا في الهند عند نياحة العذراء، وعند عودته سأل عنها فأخبروه بكل ما حدث. تظاهر القديس توما أنه لن يؤمن إن لم يرَ الجسد بعينه في القبر، لكنه عند القبر أخبرهم أن الجسد ليس بداخله، وبالفعل إذ دحرجوا الحجر لم يجدوا الجسد، فلم يعرفوا ماذا يقولون. عندئذ أخبرهم القديس توما أنه رأى جسدها يرتفع إلى السماء، وقد أعطته القديسة مريم "طرحتها" وأراهم إيَّاها، ففرحوا وسألوا الرب أن يروا العذراء.
وفي الشهر السابع بعد نياحتها في الخامس عشر من شهر مسرى اجتمع التلاميذ معًا في القبر، وقضوا الليلة في السهر مرتلين
. وفي فجر السادس عشر من مسرى حدثت رعود عظيمة وظهرت جوقة من الملائكة، وجاء الرب يسوع محمولًا من الشاروبيم، ومعه السيدة العذراء جالسة في أحضانه، وأعطاهم السلام
إلاَّ أن بعض الروايات تذكر أن جسد العذراء لم يصعد حتى السادس عشر من مسرى، حيث جاء الرب ومعه نفس أمه، وسأل الجسد أن يصحبهما، فأخذها معه على مركبة، تقدمهما الملائكة، وسُمع صوت يقول: "سلام لكم يا إخوتي"
بركة شفاعة امنا العذراء تكون معنا امين .
* المرجع كتاب السيدة العذراء في المفهوم الأرثوذكسي .

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي