هكذا يزيفون التعليم – التجسد غير المشروط - !!!
قرأت في احد الكتب التي تتبنى التعليم الجديد والتي تقتبس من اللاهوت الغربي وخصوصا البيزنطي وتتبنى افكار غريبه مثل التجسد غير المشروط
وان التجسد غير مشروط بخطية وسقوط ادم او ان التجسد ليس لفداء الانسان او ان التجسد ليس لخلاص الانسان ولكن للتأله !
في الصورة المرفقة
. " تحت عنوان استقلال التجسد عن الفداء يقول لماذا صار الله انسانا باللاتينة كما صاغها انسلم اسقف كانتربري في القرن 11 اجابة انسلم كانت ان الله قد تجسد كيما يفدي الانسان من الخطية مؤسسا باجابته تلك ما سيعرف لاحقا بالنظرية القضائية للترضية !! "
وهكذا يحاول الكتب ان يوهم القاريء ان الايمان بان التجسد لقداء الانسان وخلاصه من الخطية هو فكر انسلم وهو فكر ما يعرف بنظرية الترضية !
ثم يكمل اقتباسه من لاهوتي فرنسيسكاني اسمه دانس سكوت ( اي انه كاثوليكي ايضا )
يقول ان التجسد الالهي مستقل عن السقوط الانساني ! وان التجسد غاية الخليقة كلها ويكمل الكلام الموجود في الصورة وهو كلام بعيد كل البعد عن ايماننا الارثوذكسي .!
يستشف من فكر مسكسيموس المعترف ( لاهوتي بيزنطي ظهر في بداية القرن الثامن ) نفس الرؤية التي تنادي باستقلال التجسد عن السقوط ثم يكمل موضحا
ان غاية الخلق هي اتحاد الانساني بالالهي وما كان لهذا ان يتحقق دون التجسد !
ثم يكمل ان في القرن 18 توصل الاب نيقوديموس الاثوسي من خلال تحاليل التعاليم الابائية ( وكأن تعاليم الاباء تحتاج الي تحاليلات وتفسيرات لنفهمها ونعيد شرحها ) حسب اقتباساته من مكسيموس المعترف ودانس سكوت ان تجسد الابن لم يكن نتيجة سقوط الانسان بل كان الغاي الاصلية من فعل الخلق لانه بهذه الطريقة اي التجسد يستطيع الانسان ان ينال التأله !
هذا هو الفكر الذي ينادي به البعض اليوم وبقوة وللاسف مصدره اللاهوت الغربي بشكل عام والبيزنطي بشكل خاص فلم نسمع من الاباء من يقول بالتجسد غير المشروط كما يقول الكاتب نفسه صورة رقم 3 اي ان هذا التعليم تعليم غريب عن روح تعليم كنيستنا المستمدة من الكتاب المقدس والليتورجيا وتعاليم الاباء السليمة .
الرد :
اولا نوضح ان الله خلق الانسان على صورته ومثاله خلقه للخلود وان يعيش للابد معه والقديس اثناسيوس يوضح ذلك في كتابه تجسد الكلمة فيقول :
هكذا خلق الله الانسان وكان قصده ان يبقى في غير فساد اما البشر فاذ احتقروا التفكير في الله ورفضوه وفكروا في الشر ... فقد حكم عليهم بحكم الموت الذي سبق انذراهم به ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد كما خلقوا بل ان افكارهم قادتهم الي الفساد وملك عليهم الموت لان تععدي الوصية اعادهم الي حالتهم الطبيعة ...هكذا ايضا يلحقهم الفناء بمرور الزمن تجسد الكلمة 4-4
ومن خلال كلام القديس اثناسيوس الذي يوضح ان الله خلق الانسان على غير فساد اي خالد وخلقه على صورة الله ومثاله وكان قصده ان يبقى هكذا بغير فساد وان السقوط نالوا حكم الموت ومنذ ذلك الوقت لم يبقوا كما خلقوا اي الخطية افسدت هذه الطبيعة ونالوا حكم الموت ! اذن الانسان ادم الاول وفيه كل البشر بالسقوط جلبوا لانفسهم الفساد والموت والفناء لحقهم ! اي بالخطية والسقوط !
ايضا يوضح القديس اثناسيوس في مقطع اخر كلام ينافي ما يدعوه هؤلاء حيث يقول
" فالانسان فان ( فاني ) بطبيعته لانه خلق من العدم الا انه بسبب خلقته على صورة الله الكائن كان ممكنا ان يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو انه ابقى الله في معرفته .!
اي حسب كلام القديس اثناسيوس كان الانسان سيبقى مقاوم للفناء الطبيعي لو ابقى الله في معرفته ولم ينجرف الي الشيطان ويقع في الخطية ويفقد الصورة الالهية وينال حكم الموت !
اذن كيف يأتي احد ويقول ان التجسد ليس بسبب السقوط ؟!
ايضا في مقطع اخر يوضح القديس اثناسيوس ما يناقض هذا الفكر فيقول :
" ولكن لعلمه ايضا ان ارادة البشر يمكن ان تميل الي احد الاتجاهين - الخير والشر – سبق فامن النعمة المعطاه لهم بوصية ومكان فادخلهم في فردوسه واعطاهم وصية حتى اذا حفظوا النعمة واستمروا صالحين عاشوا في الفردوس بغير حزن ولا الم ولا هم بالاضافة الي الوعد بالخلود في السماء اما اذا تعدوا الوصية وارتدوا وصاروا اشرار فليعلموا انهم سيجلبون الموت على انفسهم حسب الطبيعة ولن يحيوا بعد في الفردوس بل يموتون خارجا عنه ويبقون الي الابد في الفساد والموت تجسد الكلمة 3-4
ثم نأتي للكتاب المقدس والليتورجيا احد المصادر الهامة لايماننا وسنقبتس اقتباسات قليلة جدا فقط للتوضيح
اول وعد بتجسد المسيح جاء بعد السقوط مباشرة حيث قال الرب الاله لحواء بعد ان عاقبها قائلا :
فلولا السقوط ما كان التجسد ولو الخطية ما كان الله اخذ جسدا ولولا حكم الموت ما تجسد اقنوم الكلمة ليموت عوضا عن الجميع ويرفع عن الانسان حكم الموت !
وفي ذلك يقول الملاك للسيدة العذراء عندما بشرها بالحبل الإلهي قائلا :
لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم». مت 22:1
اي كما قال الملاك تلد ابنا ويدعى اسمه يسوع لماذا ؟
ليخلص شعبه من خطاياهم
فالمسيح هو الملخص ومن اجل خلاص الانسان جاء وتجسد ومات على خشبة الصليب
لذلك عند ميلاده قال الملاك للرعاة : فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. لو 10:2
ايضا يوضح الرسول بولس هذا الفكر قائلا :
فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب 2: 14، 15). "لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عب 2: 9).
فمن نصدق اصحاب التعليم الجديد ام كتابنا المقدس ؟
ايضا
ثم نأتي لقانون الايمان الذي نصليه في كل وقت حيث نقول :
هذا الذي من أجلنا نحن البشر، و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب،
اي ان المسيح تجسد فقط من اجل خلاصنا والذي كان من خلال صلبه وموته عنا على خشبة الصليب .
ايضا نصلي في القداس الالهي الباسيلي ونقول :
تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص. وأنعم علينا بالميلاد الذى من فوق بواسطة الماء والروح. وجعلنا له شعباً مجتمعا، وصيرنا أطهارا بروحك القدوس. هذا الذي أحب خاصته الذين في العالم، وسلم ذاته فداءً عنا، إلي الموت الذي تملك علينا، هذا الذى كنا ممسكين به، مبيعين من قبل خطايانا.
وهكذا يتضح لنا ان هدف التجسد هو خلاص الانسان ولكن خلاص الانسان من مذا ؟
من حكم الموت و ايضا من الخطية
فمات السيد المسيح على خشبة الصليب ليرفع عنا حكم الموت ويخلصن وايضا تجسد المسيح ليجدد الطبيعة البشرية التي فسدت بالخطية وفي ذلك يوضح القديس اثناسيوس قائلا :
" ولما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع اذ كما بينا سابقا كان الجميع مستحقين الموت فلاجل هذا الغرض جاء المسيح بيينا وبعدما قدم براهينا كثيرة على الوهيته بواسطة اعماله في الجسد فانه قدم ذبيحته عن الجميع فاسلم هيكله للموت عوضا عن الجميع
أولا : لكي يبررهم ويحررهم من المعصية الاولى
ثانيا لكي يثبت انه اقوى من الموت مظهرا جسده الخاص انه عديم الفساد وانه باكورة لقيامة الجميع
كذلك يقول ايضا :
والان اذ قد مات مخلص الجميع نيابة عنا نحن الذين نؤمن بالمسيح لن نموت (بحكم ) الموت الذي كان سابقا حسب وعد الناموسى لان هذا الحكم قد ابطل وبما ان الفساد قد بطل وابيد بنعمة القيامة فأننا من ذلك الوقت وبحسب طبيعة اجسادنا المائتة ننحل وفي الوقت الذي حدده الله لكل واحد حتى يمكن ان ننال قيامة افضل تجسد الكلمة 20-2
هكذا باختصار شديد يتضح لنا مفهوم الفداء لخلاص البشر عند القديس اثناسيوس الرسولي .
هذا هو تعليم كنيستنا المستمد من الكتاب المقدس واليتورجيا وقوانين الايمان وتعاليم الاباء ليس تعليم غربي غريب عن روح وفكر كنيستنا .
يتبع
______