هل المعجزات من الله ؟ وهل هي دليل القداسة ؟ جواو تيكسيرا - كمثال
أثير مؤخرا عن موضوع المعجزات وهل المعجزات دليل على قداسة الشخص ؟ وهل كل المعجزات هي حقا معجزات ؟ وهل هي من الله ؟
وأردت ان يكون الرد بشكل عملي واقعي لحادثة حدثت بالفعل مؤخرا عن شخص ادعى انه يقوم بعمل معجزات وظواهر خارقة ثم تم القبض عليه في قضية اخلاقية وبالطبع تكشف لنا هذه القصة ان ليست كل معجزة هي فعلا معجزة وايضا المعجزات ايضا دليل على القداسة ..!
اما الشخصية اليت سنتحدث عنها تحدثت عنها صحف العالم من وقت ليس من بعيد رغم عدم معرفة الكثير به في مجتعمتنا والشخصية تدعى :
جواو تيكسيرا دي فاريا وهو شخصية من البرازيل اشتهرت منذ سنوات بعمل ظواهر خارقة تصل الي المعجزات كما قال اتباعه وليس هذا فقط بل النبؤات عن احداث والتي بدا معه وهو مازال شابا صغيراً.!!!
ولد دي فاريا عام 1942 في قرية صغيره في البرازيل وهو في سن التاسعة تبنا بهبوب عاصفة وبالفعل حدثت عاصفة دمرت بيوت كثيرة في القرية التي كان فيها ثم بدأ في ان يحصل على اموال نتيجة نبؤاته ثم بدأ في علاج بعض الامراض بالاعشاب .
في سن التاسعة عشر ادعى ان القديسة ريتا ظهرت له وتحدث معها كثيرا ثم ثاني يوم ادعى انه رأي عمودا من النور عليه سيدة قالت له ان يذهب الي مركز ارواح يدعى وبالعفل ذهب الي المركز بعدها اغمى عليه وبعد ان استفاق قالوا له ان جسده اندمج بروح الملك سليمان وانه كان يجير عمليات جراحية لعدة ساعات وبدا في رحلة معالجة المرضى ثم قال بعد ذلك ان روحه اندمجت مع عدد من ارواح الاطباء الشهيرين وايضا ارواح القديسين .!
انشأ العديد من الفنادق والمرافق السياحية في البرازيل وبدات الجموع تتوافق عليه من كل مكان املا في الشفاء من مرض او معرفة المستقبل .!!
امتلك مزرعة مساحتها الف فدان وبعد عام 2000 بدأ ياتي اليه اناس من خارج البرازيل حيث فاقت شهرته دولة البرازيل الامر الذي جعل المذيعة الشهيرة اوبرا تستضيفه في احدى حلقات برنامجها الشهير .!!
اطلق على نفسه لقب (JHON OF GOD
او يوحنا الله وقد قام بكثير جدا من عمليات الشفاء المزعوم .
اما عن عقيدة - دي فاريا - فهي مزيج من الكاثوليكية وتناسخ الارواح والماسونية ايضا .!! ويؤكد فاريا انه كاثوليكي المعتقد مخلص للقديسة ريتا واغناطيوس دي لوبولا ( قديس عند الكاثوليك ) ومع ذلك يؤمن ايضا بتناسخ الارواح وعبادة القديسين فهو يقدم عقيدة هجينة بين هذا وذاك !!!
اما عن عقيدة تناسخ الارواح او الارواحية التي يتبعها دي فاريا فقد دخلت الي البرازيل من فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر وهي كما ذكرنا خليط بين افكار كاثوليكية وافكار من اديان اخرى تؤمن بتناسخ الارواح وعقائد اخرى غريبة !!!
اما عن هذه الحركة فقد نشأت في فرنسا في بداية القرن التاسع عشر على شخص يدعى
Hippolyte-Léon Denizard Riva
وتؤمن بعقيدة تناسخ وانتقال الارواح في مع ارواح اناس احياء حيث يحدث الدمج والتناسخ وقد ظهرت مجموعة من الكتب عن هذه الحركة منها كتاب الارواح نشر عام 1857 و كتاب الوسائط 1861 وكتاب الانجيل وفقا للروحانية 1864 وكتاب سفر التكوين والمعجزات والتسلط بحسب الروحانية 1868 م وقد اشتهرت هذه الكتب في فرنسا بشكل كبير .!
وقد انتقلت كما ذكرنا هذه الحركة بافكارها الي البرازيل ثم اعتنقها دي فاريا وبدأ في ما سردنا من افعال تبدوا انها معجزات كما يظهر في الفيديو الملحق ومن قبل بعض الذين حدثت معاهم هذه الظاهر الخارقة والشفاء كما قالوا .
لقد اعتنق دي فاريا هذه العقيدة وقام بصنع كثير جدا من عمليات الشفاء ومن امراض خطيرة كالسرطان وكان يقوم بعمليات بشكل يوم من خلال جلسات تتم مع المرضى وكان يدعي ان ما يفعله هو بقوة الله وبارواح القديسين الذين اندمجت ارواحهم مع روحه وذاع صيته وانتشر واشتهر حول العالم حتى اطلقوا عليه لقب قديس .!!
فماذا حدث بعد ذلك ؟!!
في عام 2018 القبض عليه بتهمة التحرش بعد ان قدمت اكثر من 250 امراة بلاغات ضده بانه قد تحرش بهم اثناء قيامه بعمليات الشفاء وبالفعل تم القبض ثم تتم تقديم 600 بلاغ اخرى من سيدات اتهموه ايضا وذلك على مدار تاريخه كله وقد تم الحكم عليه بالسجن 19 عام ثم 40 عام وهو اليوم في السجن يقضي فترة العقوبة والتي من بينها قضايا اغتصاب !!!
والغريب انه كان من بين المتهمين له ابنته والتي اتهمته ايضا بالتحرش بها وقد تركته وعمرها 14 عام !!!
انتهت قصة تيكسيريا دي فاريا - ولنا ان نتخيل انه في حالة لم يتم القبض عليه وكان مات وهو مازال المعالج الذي يشفي بقوة الله كما يدعي كيف كان سيكون حاله وسيرته بعد ان يموت ؟
بالطبع كان سيطلق عليه البعض لقب قديس وتكتب كتب على معجزاته ويزور الالاف وربما الملايين قبره ليتشفعوه به وهو في الحقيقة انسان كان ايمانه ايمان منحرف وعقيدته مزيج بين الكاثوليكة والوثنية وكانت افعاله افعال شائنه !!
بالطبع هذا حدث ويحدث مع كثيرين يدعون ان هناك ظهورات روحية تحدث لهم ثم ينطلقوا كلا في طريقه فمنهم من يذهب في طريق النسك ومنهم في طريق الظهورات ومنهم في طريق التنبؤ والشفاء كما حدث مع دي فاريا ( الدجال
دي فاريا كما ذكرنا كان يصنع امور خارقة ومعجزات شفاء ( ان جاز وقلنا عليها معجزات ) وكان يعمل عمليات بشكل غريب وكان يدعي ان كل ذلك بقوة الله وبالطبع خدع الاف وربما ملايين ولكن :
هل كان ما يحدث فعلا معجزات ؟
وهل كان حقا بقوة الله ام بقوة الشيطان ؟
وهل سيرته وعقيدته من الممكن ان تنتج اي معجزات من قبل الله ؟!
الخلاصة بعد سرد هذه القصة الواقعية والاجابة على السؤال التي طرحناه من قبل :
هل كل المعجزات هي معجزات حقا وهل كل معجزة هي من عند الله ؟ وهل المعجزات دليل على قداسة الانسان ؟
بالطبع نستطيع الان ان نجاوب وبكل سهولة لا
فليس كل ما يحدث من امور خارقة معجزات وليس كل الامور الخارقة من الله وليس كل من يفعلها قديس والدليل : جواو تيكسيرا دي فاريا
القداسة اساسها امران هامان استقامة السيرة ونقاوة الايمان .
واي شخص بعيد عن هذان الامران ليس بقديس وما يفعله ليس بمعجزات ولنتذكر ما قاله رب المجد عندما قال :
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب: أليس باسمك تنبأنا؟! وباسمك أخرجنا شياطين؟! وبإسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!!" (إنجيل متى 23،22:7).