مدونة ارثوذكسي مدونة ارثوذكسي
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

متى دخلت الارساليات الكاثوليكية مصر ؟ الرد على أدعاءات ٢


متى دخلت الارساليات الاجنبية الكاثوليكية مصر ؟!!
الجزء الثاني من الرد على أضاليل #الكاهن_الكاثوليكي في تزيفه لتاريخ كنيستنا القبطية الارثوذكسية .

نستكمل ردنا على ما نشره الكاهن الكاثوليكي من افتراءات تاريخية واضاليل تخص تاريخ دخول الارساليات الاجنبية الكاثوليكية مصر وردينا  في الجزء الاول  على تفنيد ادعاءه من ان الكنيسة الملكانية هي الكنيسة الكاثوليكية واوضحنا ان المقصود بها هي الكنيسة اليونانية او البيزنطية والتي كانت تتبع امبراطور الشرق امبراطور القسطنيطينة 
واليوم نستكمل استعراض دخول الارساليات الكاثوليكية مصر .

ومثلما فعلنا المرة السابقة سيكون المرجع الرئيسي لنا هو كتاب المؤرخة الانجليزية البروتسانتية المذهب مسز بوتشر لان هذا استشهد به وهو المرجع الذي صاحبته غير مصرية وغير ارثوذكسية .

اولا - متى دخلت الكاثوليكية مصر ؟؟

كما هو معروف كان هناك رغبة من بابا روما في السيطرة على كنائس الشرق منذ القرون الاولى  واوضحنا  كيف وصفت المؤرخة الانجليزيه الاسقف ليو او ليون صاحب طوماس لاون المشهور انه كان رجل دسائس ومؤامرات وله تدخلات غير مقبولة في كنائس الشرق ورغم ذلك فشلت كل محاولات بابوات روما في السيطرة على الكنيسة القبطية او ضمها اليهم !!

في اواخر القرن السابع عشر كثر وقود الارساليات الدينية والتجارية من  اوربا في مصر وبدأ ان يكون هناك قناصل لفرنسا وانجلترا في مصر لحماية المصالح والاعمال لبلادهم وبدأ من ذلك الوقت ان يتوافد على مصر ارساليات الكنيسة اللاتينية او الكاثوليكية وتقول في ذلك مسز بوتشر في الجزء الرابع من كتابها الامة القبطية :

 { وقبل ايجاد هذه الامتيازات كان من المستحيل قطعيا على يا تاجر اجنبي او ارسالية دينية ان تعيش في بلاد مصر... وفي اوائل القرن السادس عشر عينت كل من فرنسا وانكلترا قنصلا جنرالا  - يمثلها في القاهرة وكتب المسيو دي ماييه وكيل فرنسا السياسي الذي اتى مصر سنة 1692 مسيحية كتابا عظيما عن احوال مصر في اواخر القرن السابع عشر للتاريخ المسيحي . } 
( كتاب الامة القبطية مسز بوتشر الجزء الرابع ص 210 )

فماذا قال مسيو ماييه وهو كان كاثوليكي يتبع كنيسة روما او الكنيسة اللاتينية كما كانت تصفها مسز بوتشر ؟

تقول مسز بوتشر عن الاقباط :

{ كان الاقباط دائما اقل جهلا واكثر معرف من جميع انواع المصريين ولكن المسيو دي ماييه الكاثوليكي الشديد التعصب لمذهبه لم ينصفهم تمام بوصف ما كانوا عليه من حسن الصفات بل كان يعاكسهم في حريتهم الدينية ولا يبدي معهم اقل تساهل في شيء باعتبار انهم تابعون لكنيسة منشقة في عرفه , وقد كتب يشكو بحدة وغل قائلا: 
 [ " انه لا يوجد في كل الدنيا شعب عنيد وصلب في خطأه  وتمسكه بمبادئه القديمة مثل هؤلاء الاقباط المنشقين - فان اعظم وامهر واحزق المبشرين الكاثوليك  - كانوا يشتغلون فيما بينهم سنين عديدة بلا فائدة ولا نتيجة تذكر .
 ولكنه مع ذلك اعترف صريحا بان الاقباط كانوا يستقبلون اولئك المبشرين بكل ادب ويحترمون غيرتهم وخدمتهم بالشكر والامتنان ومع ذلك كله كان يستحيل بالمرة زحزحت اقل واحد منهم عن ترك مذهبه او تغيير معتقده مطلقا ولذلك تعزر على جميع المبشرين الكاثوليك جذب قبطي واحد للمذهب الكاثوليكي رغما عما بذلوه في ذلك من المساعي الهائلة ]  ( كتاب تاريخ الأمة القبطية كنيستها مسز بتشر ص 217 و 218)

 .
و تكمل مدام بتشر في كتابها تاريخ الامة القبطية وكنيستها كلام قنصل فرنسا ( مسيو دي ماييه قنصل فرنسا ) وتقول :

 {  ان هؤلاء المبشرين ( من الارساليات الكاثوليكية التي جاءت مصر في ذلك الزمان ) قصدوا مباشرة توزيع صدقات على فقراء الاقباط حتى يستميلوهم الي سماع تعاليمهم فاوجدوا لهم محلا ( مكان) وجمعوا عددا كبيرا من الفقراء والباءسين واخذوا يوزعون عليهم الصدقات  ثم يباشرون الوعظ بينهم حبا في جذبهم الي المعتقد الكاثوليكي بلا نتيجة وتصادف تعيين رئيس جديد للارسالية الكاثوليكية ( كان حتى هذا الوقت وجود الكاثوليك كارساليات ولم يكن هناك كنائس او حتى اقباط انضموا للكنيسة الكاثوليكية ) في مصر فامر بمنع الصدقات  عن هؤلاء الفقراء فامتنعوا عن المجيء لسماع الوعظ فلما ارسلوا يطلبونهم الي سماع الوعظ  امتنعوا وقالوا ( مفيش فلوس مفيش كنيسة ( اي انهم لم يحضروا اليهم مفيش كنيسة ) }

 { وبذلك لم يبق مع اولئك المبشرين الكاثوليك بصفة دائمة غير نفر قليل جدا ولم يعتنق مذهبهم غير الذين اخذوهم من والديهم وهم اطفال من اولاد الفقراء وربوهم منذ نشأتهم على المذهب الكاثوليكي وبدون هذه الواسطة ما كان يمكنهم تحويل قبطي واحد عن معتقده الارثوذكسي .   ( نفس المرجع السابق )} 

وعن المدارس الاجنبية التي كانوا يقتنصوا من خلالها الاقباط تقول مسز بوتشر :

{ ان مدارس هؤلاء المرسلين مليانة  من الاقباط او المسيحيين المصريين وهؤلاء لا يدخلونها الا بطريقة الترغيب التي تفوق كل الطرق واهمها التعليم المجاني واما في عصر المسيو دي مايه فان هذه الطريقة ما كانت تؤثر على الاقباط ولا تحملهم مطلقا على ترك كنيستهم الاصلية }  ( الجزء الرابع ص 219)

ثم تعلق مسز بوتشر في نفس الصفحة عن اقوال القنصل الفرنسي مسيو ماييه وتقول :

[ خلاصة ما يؤخذ من اقوال المسيو دي ماييه ان الارساليات الدينية قد جربت كل الوسائط في اغراء الاقباط على اعتناق المذهب الكاثوليكي وكلها ذهبت ادراج الرياح ...واخيرا تأكد لهم انه لا توجد غير طريقة واحدة تمكنهم من هذا العمل وهي انهم يتحايلون على اولاد الفقراء وياخذونهم منذ طفولتهم ويفصلونهم عن قومهم انفصلا تاما ويربونهم ( سنفرد موضوع خاص لهذه النقطة اختطاف اطفال الاقباط ) ] المرجع السابق ص 219

ثم تعلق المؤرخة عن موقف البطريرك القبطي في هذا الوقت وهو البابا يوحنا 16 رقم  103  وتقول :

كان البطريرك القبطي في المدة التي مكثها المسيو دي ماييه في مصر هو الانبا يوحنا السادس عشر  ومن الواضح انه لم يعترف باعمال ووجود المرسلين الايطاليين في مصر بل كان يفرض عدم وجودهم بالمرة في البلاد كما كانوا لا يعترفون به ايضا ( ص 221)

نختم بموقف البطريرك الملكاني او اليوناني في ذلك الوقت من الارساليات الكاثوليكية وكان اسمه كيرلس لوقار فتقول مسز بوتشر :

[ في سنة 1616 مسيحية عاد كيرلس لوقار بطريرك اليونان الي مصر بعد غيابه ...وكانت اولى اعماله في مصر بعد عودته انه جمع اساقفة كنيسته وعقد مجمعا منهم تحت رئاسته واصدر حرومات  ضد الارساليات الكاثوليكة الرومانية التي تأسست وقتئذ  في البلاد  ] ( الجزء الرابع ص 135)  

واخيراً نلخص ما جاء في هذا البحث الصغير الاتي :

* دخلت الارساليات الكاثوليكية الرومانية مصر بقوة في القرن السابع عشر مع نشأة القنصليات لفرنسا وانجلترا .

*حتى القرن الثامن عشر لم يكن هناك اي وجود حقيقي لكنيسة روما في مصر لا كنائس ولا اديرة فقط مدارس تم انشائها بعد دخول الارساليات لجذب اطفال الاقباط لمذهبم .

*  دخلت الارساليات الاجنبية وحاول المرسلين الاجانب سنوات في اقتناص الاقباط خاصة الفقراء منهم بالهدايا والنقود والترغيب وهي امور بعيدة عن السلوك المسيحي وعندما فشلوا بداوا في خطف صغار اطفال الاقباط .

* حرم الاباء البطاركة الاقباط الوجود الكاثوليكي في مصر وحتى بطاركة الكنيسة المكانية اليونانية ايضا اصدروا حرومات ضد هذه الارساليات الغريبة .

*كانت ومازلت الكنيسة القبطية هي الكنيسة الوطنية المصرية الحقيقية اما باقي الكنيسة الكاثوليكية فهي كنيسة لاتينية غربية غريبة عنا نحن الاقباط .

وهكذا نكون وضحنا في الجزء الثاني من هذا البحث التاريخي حقيقة وبداية دخول الارساليات الكاثوليكية الرومانية - اللاتينية - مصر .
نستكمل المقال القادم بنعمة المسيح عن خطف الاطفال الاقباط من قبل هذه الارساليات .
---------------
#عصام_نسيم

الجزء الاول 
https://bit.ly/3ATpKWt 

#الرد_على_ضلالات_الكاهن_الكاثوليكي 

#تاريخ_دخول_الارساليات_الكاثوليكية_مصر

عن الكاتب

essam nesim عصام نسيم خادم في الكنيسة القبطية الارثوذكسية وكاتب وباحث في الشأن القبطي

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مدونة ارثوذكسي